قال الحوثيون إن مسيرتهم قرآنية فلما توقفت عند أول مسجد في عمران انفجرت فيه فزلزلت أركانه وتطايرت أوراق المصاحف مع أكوام الأدخنة المتصاعدة من ركام المسجد وملحقاته..
ظن الناس أن ذلك الحدث سيكون له ما بعده وأن الجماعة ستحاسب المجرمين لكنهم صعقوا بعد أن رأوا قائد المسيرة نفسه يبارك تلك الخطوة فتدحرجت المسيرة نحو عدد من محافظات اليمن تحمل الألغام لتغرسها في جذور المآذن فنشرت الهلع والخوف في أوساط المجتمع ليس خوفا من بطشها وإنما من جرأتها على استهداف دور القرآن وأماكن العبادة ..
وأثناء سير هذه المسيرة المجنونة انخرط في صفوفها كل من أتقنوا الصرخة وأخفقوا عشرات المرات في قراءة سورة الزلزلة وحفظ سورة الكوثر فكانت المسيرة فرصتهم للثأر من القرآن الكريم الذي فضح غباءهم وتغيبوا عن حصصه في المدارس وفروا هاربين من الصفوف الابتدائية فلما جاءت المسيرة استوعبتهم ووفرت لهم غطاء دينيا فكانت أول غزوة لهم صوب اقرأ باسم ربك الذي خلق ..
في الأثناء تتستر وزارة التربية والتعليم عن كل ما هو أقبح من جريمة الدنماركي الذي هدد بحرق القرآن, وتغطي على ممارسات هي أسوأ من الرسوم المسيئة ألا وهي مصادرة مدارس تحفيظ القرآن في أمانة العاصمة وممتلكاتها ورواتب بعض العاملين في هذا المجال..
لم تتوجه المسيرة نحو كشوفات وزارة الدفاع وما تخفيه من أسماء وهمية بعدد جيوش دول الخليج فاتجهوا نحو كشوفات مدرسي تحفيظ القرآن الذين يحملون مشاعل النور ويربون الأجيال على الفضيلة..
في جوارنا مدرسة للتحفيظ خاصة بالفتيات وبنات الحي اللواتي قررن قبل سنوات أن يجمعن من فاعلي الخير ويقتطعن جزءا من مصروفهن اليومي لتأثيث مكان للتحفيظ فتوفر مبلغا ماليا كان كفيلا بتأثيث مدرسة جوار المسجد وأقمن احتفالا بالمناسبة .فلم تمض سوى ساعات حتى حطت المسيرة رحالها جوار ذلك المكان وفي ساعة من الليل تسلق عيال المسيرة سور المدرسة وصادروا كل شيء فيها ولم تسلم من بطشهم سوى لوحة مكتوب عليها .. هنا مكان وضع الأحذية..
أبو لطشة وأبو خطفه وأبو لهب كل هؤلاء وغيرهم يمسكون بزمام المسيرة وهي تسير بتبختر وكبر وغرور أشبه بفيل أبرهة الحبشي وعينها على الكعبة المشرفة والمئذنة غير أن أبا طالب- للأسف- لا يذود عن إبله..