من محمد عبدالله الصلاحي بلسانٍ جنوبي إلى الرئيس هادي
: بادئ ذي بدء نبلغك السلام ونحمد الله أن أوصلك سالماً معافى إلى عدن مكللاً بالنصر السياسي على خصومك وحافلاً بالأمل لمستقبل قادم تنتصر فيه للوطن ولإرادة الشعب الذي حمل القضية على كاهله سنوات وسنوات .
وبعد : فخامة الرئيس هادي : وأنت في عدن تحظى بهذا الزخم الشعبي الكبير المؤيد لك من قبل شعب الجنوب ، تحفك هتافات التأييد ودعوات التوفيق وآمال النصر ، هي لحظات أرى أنه من الضروري والواجب أن تلتف تجاهها ، لتنظر في أمرها ومستقبلها بعقلية الرجل السياسي الذي تحمله ، ووفاء الشهم الذي لا يخذل من ناصره ، وعطاء الكريم الذي لا يقطع صلة من وصله . شعب الجنوب سندك وظهرك الذي تتكئ عليه فلا تجعله على الهامش في قائمة اهتماماتك ، وعند اشتداد الخطوب واغبرار ميادين الحروب لن تجد أحد من هؤلاء المتهافتون اليوم حولك ، ستجد أبناء الجنوب فقط فكن لهم اليوم خير ناصر يكونوا لك غداً خير ناصر ومعين . نحن نعلم بحجم المسؤوليات السياسية الملقاة على عاتقك وكيف أنك تدير مسألة كبيرة تتداخل فيها مصالح الجنوب مع اليمن مع الجوار الخليجي مع الإقليم والمحيط العربي والمجتمع الدولي ، لذا لا نطالبك اليوم أن تقولها ولا حتى غداً وفي المستقبل القريب المنظور ذلك أن رياح السياسة لا تتواءم اليوم معها ، بقدر ما نأمل فيك التخطيط الهادئ المدروس طويل الأمد حتى تتوافر عوامل النجاح وحينها ثقتنا أنك ستكون سباق لها أكثر من غيرك . فخامة الرئيس هادي : هي رسالة واضحة لن يقف الجنوب ضدك ولن يقف على الحياد أيضاً في هكذا مسألة مصيرية وفاصلة ، سيكون معك في هذا مجبراً غير راغب ، وراغباً غير مجبر ، سيكون معك في كل الأحوال ذلك أن معالم الصراع وإن بدت متشعبة إلا أنها تنحو منحى جغرافي يختزل حقبة طويلة من الصراع الماضي . مقابل هذا يجب أن تخطو خطوة إلى الأمام تعزز فيها من الثقة وتعكس فيها من حسن النوايا ما يمنع من شق الصف وتفكيك عرى روابطه التي بدت للتو في تجانسها وترابطها . فخامة الرئيس هادي : جيشك وسندك هم من يأتي إليك اليوم مطالبين إياك بالسلاح وليس بحثاً عن المال ، فمن يأتيك اليوم باحثاً عن مال لن تجده غداً ومن يأتيك باحثاً عن سلاح فسيحمله ويدافع به ضد من يريد مكراً بالوطن وبأهله إن شاء للحوثي أن يغامر متجهاً باتجاه الجنوب . كن لكل الجنوب حتى يكون كل الجنوب لك ، لا تستثني أحد حتى لا يتركك أحد ، ولا تركن لماضٍ بل خذ العبرة منه فقط وتطلع للمستقبل بعين الحاضر . فخامة الرئيس هادي : الكلام في هذا يطول ويطول لكنني أردت اختصاره بهذه العجالة ونأمل أن تكون العواقب كما نأمل لا كما يأمل أعداءنا والمتربصين بك وبنا .