في قصة طريفة قبل سنوات طويلة أن مدير مدرسة عبدالناصر بصنعاء حدد للأساتذة موعدا للاجتماع.. اجتمع الأساتذة وانتظروه حتى ملوا من الانتظار ثم انصرفوا.. ضرب المدير موعدا آخر، ولم يأت أيضا، ثم ضرب موعدا ثالثا، وهذه المرة أتى مبكرا فيما تأخر أستاذ شيباني.
دخل الشيباني وتوقف المدير عن حديثه للمجتمعين وتوجه نحوه باللوم بسبب التأخير، وإذا بالشيباني ينفجر في وجهه ويقول له: يعني انتظرناك في الموعد الأول ولم تأت ولم تتصل ولم تعتذر، وانتظرناك حسب الموعد الثاني ولم تأت ولم تتصل ولم تعتذر، والآن تلومني على التأخير خمس دقائق!؟
ضحك الأساتذة في الاجتماع وإذا بالمدير يقول له: يعني أنت آسف يا شيباني؟! قله: أيوه، آسف. قله: خلاص تفضل على عيني وراسي!!
انظروا إليه يستجدي منه اعتذارا صوريا بعد هذه التهزئة التي تلقاها أمام المدرسين والموظفين ويقول له: اعطيني كلمة آسف واحفظ ماء وجهي أمام نفسي ولو كان بقية الأساتذة مستمرين في الضحك!!
هذا حال المؤتمر الشعبي مع الحوثي بعد اشتباكات معسكر الصباحة وهو يستجدي من الحوثي اعتذارا على طريقة: يعني أنت آسف؟ خلاص تفضل على عيني وراسي!!
وبمجرد أن قال الحوثي إنه حادث عرضي وأطلق كلمة اعتذار بادر المؤتمر الشعبي إلى قبول اعتذاره فورا، بل راح يمنحه صكوك البراءة ويعتبر أن ما حدث كان مجرد تصرف فردي من بعض القادة الميدانيين دون الرجوع إلى الحوثي!!
مليشيات الحوثي تشن هجوما على معسكر كامل للقوات الخاصة، وتدمر شبكة اتصالات "الحرس الجمهوري" في عيبان التي هي واحدة من أبرز نقاط قوة هذا الجيش، وتخوض معهم اشتباكات طاحنة تخلف عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، ثم يقول الحوثي إنه حادث عرضي، ويقول صالح إنه تصرف فردي من قبل أشخاص لم يرجعوا إلى الحوثي، ويمنح الحوثي صكوك البراءة!؟
رغم ذلك، اعتذر الحوثي لحزب المؤتمر الشعبي فيما يؤكد الزعيم باستمرار أن هذا هو جيش الدولة، وأنه جيش الجمهورية، وهذا هو الأصل والصواب فيما يفترض.
أليس كذلك يا زعيم، أم لم تسمع كلمة الرجل لأن السمّاعات كانت غير مركّبة وقت الخطاب!؟
أكيد أن المشكلة فعلا في السمع.. لاحظوا أن الفقرة في صحيفة الزعيم عنوانها: "في أذن السيد"!!