الإمام يصلي لغير القبلة و الصف خلفه أعوج ومن بالصف الأول من أُولي الأحلام والنُهى يصلون خلفه ولا يوجد فيهم من يقول ( سبحان الله) ثم نأتي وندعي أن سبب بطلان الصلاة هو جمال بنعمر الذي ما رأيناه في مسجد فهذا والله مُنتهى الغباء إن لم يكن ذروة الحماقة ، فمِن أول ما وطئت أقدام بنعمر كوكب اليمن العجيب والغريب إنسانا وسياسة واليمن ما ذاق طعم العافية وكان الأولى من أولئك المُتحلقون حول طاولته من اول جولة حوارية وفي اول خطأ نتج عن ادارته للحوار أن يُلفِتوا نظره إلى أنه يقود خارج القضبان لكنهم تركوه يقود قطار الحوار والذي عرباته في كل يوم تتعطل ومنها من تنفصل عنه دون أن يراجعوه أو يوقِفوه عند حده ويأتون اليوم يوعزون إلى قواعدهم أن (بنعمر) يُدمر وطني بينما هم ماضون معه في أول عربة من القطار يتنقلون معه من صنعاء إلى عدن ذهابا وإيابا ويبدو أنهم سيتوجهون معه في أول رحلة برية إلى الرياض أو عُمان .
سؤال يتردد في صدر المواطن اليمني هل لهذا الحوار من نهاية وهل سيفضي إلى تحقيق ما يصبو إليه هذا المواطن ؟ أم أن الحوار أصبح ممرا للخارج في الهيمنة والسطوة والاستعمار ؟ ومعتوهٌ من يقول أن الحوار قد حقن دماء الأبرياء أو كان سدا منيعا منع اليمنيين من الانزلاق في حرب أو كان الحوار يوما ما دوحةً يستظل تحتها اليمنيون فينعمون بوارف ظلال الأمن والإستقرار أو كان مفسدة صغرى أو أخف الضررين ، حينما بدأت أول جلسات الحوار الوطني في موفنبيك كانت محافظات اليمن تتساقط أمام جماعة مسلحة تُحاور وتحارب في آنٍ واحد وسكان هذه المحافظات يُهجرون ويشردون وتُفجر دورهم ورؤوسهم ومساجدهم ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية تتهاوى في أيدي الوكيل الإيراني وأخيرا الرئاسة والرئيس والحكومة خلف القضبان والحوار ماضٍ إلى يوم القيامة .
المتحاورون في بُرجٍ مشيدة مُكيفة بينما الواقع اليمني يعيش حالة بؤس وشقاء وعناء وضنك ومع ذلك عجلة الحياة تسير ببركة الله لاببركة المتحاورين ، ومهما ظل المتحاورون على هذه الوتيرة الحوارية وعلى هذا الأسلوب وبهذه الطريقة فوالله لو دخلوا إلى جنات عدن فلا يرتجى منهم أي خير فالثقة بينهم تكاد تكون منعدمة ومصالح أحزابهم تتقدم مصالح وطنهم والمكر السيئ يتسيد طاولة الحوار وكل يتربص بالآخر والجميع يُدين بالسمع والطاعة للخارج الذي لن يرضَ منا غير التبعية التامة والانقياد المطلق له.
قد يتساءل البعض وما الحل إذا ؟ والحل يجدونه مكتوبا وخالدا إلى أن تقوم الساعة : (إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) على المتحاورين وهم يرون أنفسهم أنهم من المُصطفين الأخيار ثقافة وعلما وسياسة أن يكونوا صادقين مع ربهم يقولون الحق ولا يخافون لومة لائم ( خارجي أو داخلي ) وأن يُبينوا للناس مكامن الخطأ وأن لا يكون الحوار على حساب ثوابت دينية أو وطنية وإن عُجزوا عن ذلك فعليهم أن يُعلنوا صراحة أنهم ليسوا أهلا لهذا الأمر وسيجعل الله بعد كل عُسرٍ يسرا .