لتكن عدن حاضرها كماضيها

2015/03/09 الساعة 12:52 مساءً

مقالا لأخي وزميلي الصحفي الرائع علي راوح في صحيفتنا الغراء الأيام منبر عدن الأصيل بعنوان عدن ..البدايات والمنتهى مقالا جميلا يأخذك معه إلى ذلك الزمن الجميل زمن الطيبين والرائعين زمن الوطن والوطنيين زمن الخير والخيرين الزمن الذي كانت عدن بندر وسباقة في كل ما هو حضاري وتنموي كانت فعلا كما وصفها البدايات والباب الحضاري الذي دخلت منه اليمن والمنطقة تطورات العصر كانت الرئة التي تنفست منها المنطقة الصعداء وتحررت من جبروت الطغاة حاضنة المشاريع التحررية والوطنية والإنسانية جمالها ورونقها وصفاء روح أبنائها يستقطب الزائرين من كل حدب وصوب عدن التي يلجئ لها المظلومون هربا من جبروت الطغاة وقوى العنف والاستبداد وكانت مرتع القوى التحررية في المنطقة عدن لا خوف عليها لأنها أصيلة وأصالتها في صمودها أمام التحديات ما استعرضته أخي هو ماضي وتاريخ عدن الناصع الذي يشع نورا إلى يومنا هذا يضيء حاضر دول المنطقة التي استقطبت كوادرها وخبراتها من عدن وانتعشت بلدانها من تجربة عدن لكن أين نحن من هذه التجربة أين نحن من هذا الماضي الجميل الزمن الذي نتذكره ونعيش على ذكراه . انظر أخي لعدن اليوم لحاضرها هل يرضيك ويرضيني ويرضي محبيها عدن التي بزغ منها نجوم الفن ومنهم ابوبكر سالم بالفقية (يا طائرة طيري على بندر عدن ) وقيل عنها (ياريت عدن مسير يوم شسيربه ليلة ما شرقد النوم ) وكوكبة من أروع فنانون الجزيرة والوطن اليمني عدن التي كانت تعج بالمسارح والسينمات والأندية الثقافية والرياضية والمنتديات عدن مدينة التنوير والثقافة والفكر عدن المدنية والإنسانية والتنوع ماذا بقى من ذلك لا مسرح ولا سينما ولا ثقافة ولا فكر شباب ضائع عشوائية في الشوارع ومبارز قات في الأركان والحواري وحاملي السلاح يتجولون في الساحات والأحياء والفوضى تعم المدينة تبث منها روائح الكراهية والتحريض وشطط في كل صغيره وكبيره غابت القيم النضالية والمبادئ الإنسانية التي حملناها وتربينا عليها كل هذا نتاج مرحلة كانت فيها تحت وطاءات الطغاة والناهبين الذين دمروا تاريخ عدن وارثها الثقافي والفكري والروحي ولكن عدن صمدت في وجه أعتا نظام استبدادي عرفته اليمن وثارت ضده وكالبت الوطنيين لاقتلاعه إلى يومنا هذا وعدن ثائرة وتستوعب الثوار منتفضة ضد جبروت وعنجهية العنف والاستبداد تقاوم التخلف والجهل عسى ان يستوعبوا الدرس ان عدن عصية وإنها ليست قطع ارض للبيع والشراء بل عدن هوية وانتماء اليوم من يعتقد انه يستبدل ذاته بنهابي الأمس يبحث عن ما تبقى من متنفسات وفراغات لينهب ويستولي عليها ليعلم انه سيأتي يوما تلفظه عدن وتمقته كما لفظت ومقتت غيره . كم أتألم عندما أشاهد تشوهات عدن و البسط على مساحات وبناء أكشاك او أكواخ في الشوارع او أحواش للمنازل تصل لحد إغلاق الشوارع إلى جانب البسط على مؤسسات عريقة في عدن كاتحاد النقابات والمدرسة النقابية ومطبعة صوت العمال العريقة التي وبيعت مطبعتها خردة حديد ونحاس بدلا من ان تضع في متحف يحكي للأجيال عن تاريخ عدن الذي يحكي أصالة هذه المدينة العريقة والناهبون هم من أبنائها او ممن احتضنتهم عدن وكرمتهم فأسوا لها ودمروا تاريخها عدن عانت كثيرا ودمرت معالمها التي تحكي عن حكايات عدن قديما وتاريخ زمان ولازالت آلة التدمير تعمل إلى يومنا هذا ممن توهما لهم امتلاك عدن يوما يعبثون بها وستلفظهم عدن لانها ملك وملاذ الجميع . المسئولون عن عدن اليوم أمامهم مسئولية وطنية إعادة الاعتبار لهذه المدينة وأبنائها والكف عن الممارسات التي تزيد من تأزم الأمور وتحول عدن لصراع هي غير مسئولة عنه ابعدوا عدن عن صراعاتكم وجنبوها شروركم وأوقفوا العبث فيها وفي جمالها وأراضيها عدن ليست غنيمة لتغتنوا منها فتحتقركم كما احتقرت أسلافكم . عدن تحتاج ان تكون جوهرة مضيئة بكهرباء وماء وحياة كريمة ومؤسسات خدمية ودولة مدنية لا تريد خطب و وعود كاذبة وعبث وهرج ومرج وصراع ومعارك تعبنا وهرمنا وكفى الله المؤمنين