إذا كان الروائي السوداني الراحل قد كتب روايته الشهيرة عن موسم الهجرة إلى الشمال فالواقع اليمني يكتب فصولا من رواية " الهروب إلى عدن " فالناس على دين ملوكهم فقد دشن هادي موسم الهروب من صنعاء إلى عدن وحين هرب عده البعض بطلا قوميا وشخصا أسطوريا فالهروب صار في هذا الزمان بطولة يتفاخر بها كثيرا من الناس وكأن الهارب قد جاء بما لم يستطعه الأوائل وجاء بالذئب من ذيله ، هرب هادي من صنعاء الى عدن وهربت السفارات والشركات الأجنبية وهرب رجال المال والأعمال ورعايا الدول الأجنبية من الوضع الأمني وبالأمس هرب وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي من العاصمة الى عدن وقبله هرب الكثير من الاعلاميين والسياسيين إلى عدن وتركيا ومصر والدوحة وعمان وأرض الله الواسع الواسعة ويهرب الكثيرون كل يوم الى تخزين القات ويفكرون أثناء التخزين بالهروب من اليمن كما العبد لله كاتب هذه السطور من متابعة القنوات الاخبارية كالجزيرة وأخواتها الى قراءة روايات وكتب لكن الواقع الصعب أحاط بي وحاصرني بأسئلة ثقيلة وقلق كالرازم أبو أسد فهربت منه إلى القرية وهناك حاصرني كثيرون بأسئلة عن واقع ومستقبل اليمن باعتباري محلل سياسي هارب فهربت منهم إلى صنعاء ومن صنعاء هربت المؤجر والدائنين الى منزل صديق لي فوجدته هاربا هو الاخر من زوجته ومطالبها فهربت بعدها الى المستشفى فوجدت أنني قد أصبت بالسكري فحمدت الله وقلت قضاء أخف من فضاء وهربت من المستشفى إلى البيت وهربت زوجة جارنا بعد صياح حنان طنان مع زوجها وتكسير للصحون الى منزل والدها فوجدته هاربا من الحوثيين والحقيقة أنه هارب من زوجاته وعياله وهم ما شاء الله معسكر ولا معسكر العمالقة كتائب وفرق أولوية فوق رأسه فهرب بدعوى أن الحوثيين يلاحقونه مع أنه ليس في العير ولا في النفير ولا هو اللواء محسن أو الشيخ حميد الأحمر وعندما وجدت زوجة جارنا أن الوضع في منزل والدها صارا معقدا وقابلا للانفجار في أي لحظة كما هو الحال في عدن هربت من منزل والدها الى بيت أخيها فوجدته هاربا من أخيه الأكبر الذي يسأله مبلغ كبير ويهدد بقتله فهربت الى بيت زوجها فوجدته قد هرب إلى الخارج مغترب لا يعلم متى يعود إلى الله ولأن موسم الهروب ما يزال جاريا على قدم وساق وكل الطرق مفتوحة وتؤدي إلى عدن فقد توقع كثيرون أن يهرب خالد بحاح وغيره الا جمال بن عمر الذي قرر أن يبقى حتى استكمال مهمته القذرة في اليمن ويهرب بعدها كما يتوقع محلل سياسي هارب .!!
[email protected]