لم يكن انتقاد اليمنيون للمبعوث الاممي جمال بن عمر فيما يتعلق بالنصف الاخير لمهمته في اليمن وما شابها من سلبيات وتحيزات اصبحت واضحة للعيان مجرد انتقاد او ملاحظات شخصية بقدر ما أصبحت مثار جدل لكثير من الاحزاب والقوى السياسية اليمنية.. وظاهرة رأي عام في مختلف محافظات اليمن.
أيضا لم يكن جمال بن عمر وهو يحاول صناعة البطل في شخصه اثناء بدايته الاولى في مهمته يهدف سوى اجراء عملية تخدير لليمنيين بتصريحاته حول النظام السابق والذي عمل على اعادة انتاجه بصورة المليشيات الحوثية.. هكذا تكشفت شخصية جمال بن عمر لدى كل اليمنيين واصبح في نظرهم اشبه برجل يخدم اجندة تفتيت الدول ومهندس للمشاريع الطائفية.. وهم اليوم بكل ما واتوا من وسائل وسبل الرأي والتعبير يدعونه لمغادرة اليمن وايقاف مهمته غير الانسانية واصبح خطرا على وحدة اليمن ..ويطالبون الامين العام للأمم المتحدة بسرعة ايقافه وتعيبن مبعوثا اخر يحافظ السلم والامن .
كما لم يكن انتقادنا لبن عمر لكونه لم يعطنا القوة لتحقيق السلم الاجتماعي والانتقال السياسي ،بل لانه انه استخدم التخدير والتحذير مشهرا قصة" المعرقلين" لتخويف قوى ثورة فبراير والاحزاب السياسية التي انضوت فيها.. فيما مليشيات الحوثي تملك المعسكرات والدبابات وتخوض بها حروب شردت مئات الالاف من اليمنيين. قدم التسهيلات واحدة تلو الاخرى لمليشيات الحوثي ابتداء من اشراكهم في مؤتمر الحوار والوطني قبل تحولهم الى حزب سياسي وتخليهم عن السلاح ،وهذه تجربة كانت مآسيها واضحة في اكثر من بلد من هيمنة المليشيا المسلحة على العملية السياسية مثل ما يحدث في لبنان من هيمنة حزب الله وغيرها من البلدان. انتهى المطاف الى كل المخاوف والتحذيرات التي كان اليمنيون اجمع يحذرون منها..
هكذا كان بن عمر يخدم مشروع التخادم الامريكي الايراني محملا الاحزاب السياسية مسؤولية افعال لم تقم بها . حيثيات كثيرة يقوم بها بن عمر من مهمة انسانية لتسوية النزاع الى مهمة تنفيذ مشاريع واجندة خارجية تمس سيادة ووحدة اليمن بعد تمكين المليشيا من الدولة وتفكيك الجيش.
وهناك العديد من المؤشرات التي توضح ان جمال بن عمر اصبح خطرا على سمعة هيئات الامم المتحدة ومجلس الامن لدى اليمنيون ومنها:
- ان تضليلات بن عمر لمجلس الامن جعل الاخير يتأخر او يتباطأ في تنفيذ قراراته السابقة بشأن اليمن، عوضا ان يقف على الصورة الحقيقية لطبيعة الوضع والواقع والاطراف الحقيقية المعرقلة والمهددة للسلم الاجتماعي في اليمن.
- التحيز الواضح للمبعوث الاممي جمال بن عمر لصالح المليشيات الحوثية المسلحة ومدها بالوقت والفرص اللازمين لتحقيق اهدافها كون صورة ذهنية سلبية لدى معظم اليمنيين أن الامم المتحدة ومجلس الامن غير معترضون على استخدام تلك الجماعة المسلحة للقوة لتحقيق اهدافها.. وفرضها لأمرها الواقع.
-استمرار التحاور مع الحوثيين بعد اسقاطهم للدولة ومحاصرة الرئيس والحكومة مع كل الانتهاكات والجرائم التي يقومون بها بحق اليمنيين يعني الاعتراف بشرعية القوة التي تمثلها الحوثيين.. وهذا يترك اثر سلبي اخر في اذهان اليمنين.
-لم تنال جرائم الحوثيين وانتهاكاتهم من خطف واعتقال وتعذيب الاشخاص حتى الموت وقمعهم للمسيرات والمظاهرات واقتحام للمنازل ومقرات حزب الاصلاح واختطاف وملاحقة اعضائه وتفجير للمساجد والمنازل وغيرها حقها من التوصيف والوصف والاحاطة من قبل بن عمر.. وهذا جعل الناس يفهمون نكوص الامم المتحدة وتخليها عن دورها في حماية حقوق الانسان ومواثيقها والتزاماتها .
كما ان استمرار بن عمر في مهمته مبعوثا للأمم المتحدة يعرض سمعتها للمزيد من الامتهان.. مما جعل العديد من الناشطين والصحفيين اليمنيين الى اطلاق حملة "جمع مليون توقيع" للمطالبة برحيله اليمن. الناشطون كشفوا ان سبب الحملة المطالبة برحيل بنعمر كنتيجة للدور المشبوه الذي يمارسه حالياً بعد ان انكشفت اللعبة للجميع، واستمراره في تظليل الأمم المتحدة، و المجتمع الدولي. وأطلقت صفحة على الفيسبوك تحت عنوان" حملة مليون توقيع للمطالبة برحيل جمال بنعمر" والتي لاقت تفاعل كبير وسريع , حيث وصل المعجبين بالصفحة خلال ساعات الى ما يقارب ثلاثة ألف مشارك. كما ان هناك إجماع وطني وشعبي على مغادرة بنعمر اليمن وإنهاء خدماته ,كونه لم يعد أميناً في المهمة التي بعث بها الى اليمن. منسقو الحملة أشاروا الى أن اليمن تمر بمرحلة فارقة، و بنعمر لا يبحث عن حلول جادة للخروج باليمن إلى بر الأمان. و أن دور الأمم المتحدة اصبح يمثل غطاء سياسي لجماعات العنف وجماعات السلاح وقدم لها تسهيلات لضرب أعمدة الدولة والسيطرة على مؤسساتها. و اكدوا ان الشعب سيطالب منظمة الأمم المتحدة بتغير جمال بنعمر عبر استمارات التوقيعات التي ستنتشر في كل محافظات اليمن. وتتزايد حالة السخط الشعبية ضد المبعوث الأممي جمال بنعمر، حيث يتهمه قطاع واسع من أبناء الشعب اليمني، وفي مقدمتهم شباب ثورة فبراير، بالتآمر و الإنحياز على جانب المليشيات الحوثية، والعمل على عرقلة وقوف المجتمع الدولي في وجه الإرهاب الحوثي