الجنوب بين منفذ جيبوتي و مناورات السيد

2015/03/16 الساعة 10:38 مساءً

 يعج المشهد السياسي بكثير من التداخلات والتي تفضي إلى زيادة معدل الإرباك في تصور مجريات الأمور ونتائجها والتي على أثرها أصبحت الخيبة تطارد كثير من الساسة المنجمين وعجزهم عن التأويل السحري في طريق المنتهى للإشكال القائم و الأكثر عمقا وخوفا . ونشاء هذا الإشكال مرتبطا ومسيرا من التسارع المذهل في إسقاط الأخر للأخر ومحاولة فئة السيطرة على المشهد في ضل وكثرة الأطراف اللاعبة و المؤثرة و المستندة على استحقاقات والتي تجعل من هذه الأطراف رقم صعب تحييده أو بلعه ، و إن ساهمت عمليات التسارع في الضربات نحو الخصوم في إحداث كثير من الإرباك والجمود للأطراف والتي كانت فاعله ، لقد وقع عفاش تحت طائلة العقوبات الأممية وكذلك نفران من قيادات الحوثيين واقر مجلس الأمن قبل أيام مضت تمديد العقوبات لهم وتشمل المنع من السفر وحضر الأموال ، فهذا الرجل قد اجمع الداخل والخارج على إرباكه و إفساده في البلاد و كذلك الحوثيون وبحسب تقرير مجموعات الأزمات اتجهوا ابعد بكثير مما ينبغي و باتو ضحية انتصارهم غير المتوقع ، لذا نجد أن محاصرة الأمن الدولي لعفاش جعلته يتحرك بالاتجاه الأخر , اتجاه حشد مناطقي وطائفي و إعلان الحرب نحو الجنوب ، ليكسب بذلك نقل المواطن البسيط من دائرة الكراهية له إلى دائرة رسمه بالبطولة والقوه ، وكذلك لفت أنضار المجتمع الدولي في قدراته على إرباك المشهد وامتلاكه لأدوات فاعله ليكسب بذلك ضرورة تعديل رؤاهم وتوجهاتهم نحوه ، وفي كل الحالتين لا جدوى من خطاب هذا المفلس على مستوى الداخل والخارج ، وعلى الطرف الآخر نجد إن ألمناوره العسكرية لأنصار الله والجيش اليمني الموالي له والذي قدر عدد المشاركين فيه ب40 ألف جندي - بحسب إعلان أنصار الله - واستعراضهم الاسلحه والقدرات القتالية لجنود السيد في الحدود مع السعودية قوبل بحالة استهتار خليجي و بأنهم الأقدر على حماية أمنهم وحدودهم , وبهذا فشلت رسالة السيد في إيقاف التدخل السعودي عن رسم خارطة استقرار اليمن وذلك من اجل كسبه التفرد له وسادته في طهران على رسم المشهد اليمني ، والواقع المشاهد يتجلى في تسليم سيد الحوثيون للقائد العسكري للأنصار أبو على الحاكم ملف الجنوب وبدء تحركاته اليوم لنسج علاقات وترتيب الغزوة للجنوب عبر معسكرات الطوق ذو الولاء لعفاش والتي أسست بعناية منذ وقت طويل لذات المهمة وضرب موكب أبو الحاكم في الضالع شرارة انطلاق لمعارك قادمة رسمت من صنعاء باتجاه الجنوب ، وان عمليات التسريبات وبتخفي ليمنيين وضخهم للمعسكرات الخاصة والجيش ، وتوزيعهم في أحياء ومساكن في الجنوب كخلايا نائمة تتحرك عند صارفة البداية تمثل بمجملها مشروع استباحة الأرض والعرض والمال لكل جنوبي وتنطلق هذه الغزوة من غريزة النهب والعلو والاستكبار والفارق عدم تواجد الديلمي ورفيقه في جامعة الإيمان الزداني وهم مهندسي فتوى استباحة الجنوب 94م وبروز فتاوى أخرى قادمة من إيران للقضاء على دواعش ومسلحي ألسنه ، و ما أشبه ألليله بالبارحة ! ، ونضره سريعة لحالة أنصار الله في التهامهم للمناطق وللخصوم تتحدد با آليتين الأولى وقوف الجيش متفرجا لتحركاتهم و إسقاط المناطق عبر رجال من المناطق نفسها وكذلك المجاورة لها ، ويتم ذلك بعد تأسيس اتفاقات غنيمة الغزوة من الفيد والعلو و الأمان للمناطق أو القبائل المنطوية في حلفها ومشروعها فسقطت عمران من أهلها وهكذا دواليك للمناطق التي سقطت بيدها ، وانكسرت هذه الجماعة وارتبكت وارتجفت قبضتها في المناطق التي عجزت عن صناعة عملاء لها من أهلها فقوة هذه الجماعة تكمن في ضرب الخصوم والمناطق بأهلها ومن داخلها لذا فهي بعيده وعاجزة عن السيطرة لكثير من المناطق في حدود جغرافيتها ، وقس على ذلك فاليوم الجنوب أحسن حال من السابق وأصبح شبكه مترابطة ومتراصة ويرتقي للمقاومة والدفاع بعد أن كشرت الأنياب نحوهم ، ومشروع الجنوب أضحى له أذان صاغية إقليميا لان المشروع القادم من صنعاء أكثر ضرر و إرباك وخطر على دول الإقليم ، و إن صنعاء وعبوديتها لأجندتها الخطرة و هذه الأجندة تتمثل في أثار إقدامها ودمارها في أكثر من مكان وعليه فإنها بذلك تتقدم في اتجاه عزل وتفتت نفسها وخلق اضطرابها ، وان القفز على استحقاقات السيطرة واستقرار مناطقها والاتجاه بعيدا نحو الجنوب والطموح في إلحاقها وضمها بذل و مهانة و تبعية أمر غاية في المجازفة المميتة مهما ابدعو في أولى خطواتهم فسم هلاكهم سيتجرعونه من منطلق الظلم والقادمون على ارتكابه ، ومؤتمر الرياض و ابوظبي استحقاقات قادمة للدفع بالجنوب نحو تعادل القوه ، وتشكيل اللجان الشعبية الجنوبية وغرس عقيدة الدفاع عن الجنوب في جميع مناطقه وحدوده ، وكذلك عودة المسرحين عسكريا والمنقطعين و الصحوة القتالية للقبائل الجنوبية على امتداد مناطقها وقراها وانعدام أسواق شراء الجنوبي لمقاتله أخوه الجنوبي وعودة كثير من عسكر الجنوب من معسكرات صنعاء إلى الجنوب يمثل فسطاطين شمالي غازي وجنوبي مدافع وهذه المرحلة لا نفاق فيها والفئة الصامتة عن غزو الجنوب تعتبر غازيه وسترتسم معالم جديدة على أنقاض العابثون وسؤ مشاريعهم .