كل يوم وتتكشف زيف ادعاءات جماعة الحوثيين المسلحة.. وتثبت بأفعالها حقيقة كيانها ونظرتها للأرض والانسان وهذا الامر يقودنا للتأمل في بعض افعالها وفضح هذا الزيف للراي العام اليمني.. يرفع الحوثيون شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل وينشرون الموت لليمنيين .. ويجرون تنسيقات وتحركات مع امريكا وعلى اتصال مستمر بها..
بمعنى آخر فأمريكا لا تجد في جماعة الحوثي أو حتى شعاراتهم شيء حقيقي أو ما يمثل أي خطر عليها أو على إسرائيل، وإنما هي أقوال و لن تحمل في طياتها أية أفعال ضدها، و تعرف تماما بأن المقصد من هذه الشعارات ليس إلا خدعة وتضليل واستمالة التعاطف والانحياز لفكرها من قبل أولئك الناس البسطاء الذين يروا في أمريكا سبب البلاء بسبب دعمها لإسرائيل التي احتلت فلسطين.
يحاول الحوثيون بالبحث عن مسوغ يبرر لهم التحرك والفعل مثل ما عملوا حين التصقوا "برفض الجرعة السعرية".. يمارسون التقية السياسية لتبرير افعالهم .. قالوا انهم يرفضون التدخل الخارجي وهم ينفذون اجندته.. وقد حاولوا استمالة امريكا وتقديم انفسهم على انهم يقومون بمحاربة القاعدة .. ووصل بهم الامر لخوض حرب في محافظة البيضاء وسط اليمن لإثبات حسن نواياهم .. وعلى ما يبدوا انهم غرقوا "بين خبزة وقيفة"..
وصلت هذا الاستمالة الى اتهام الحوثيون للشباب والناشطين ولكل من يخالها الرأي في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات "بتهمة القاعدة" بعد فشلهم في تسويق فكرة "داعش" وكلها محاولات لاستمالة الامريكان.. فمثلاً.. اقدمت مليشيات الحوثي المسلحة بتاريخ1مارس على مداهمة احد المقرات التابعة لحزب الاصلاح في العاصمة صنعاء وقامت باعتقال واختطاف كل من حبيب العريقي رئيس دائرة الانتخابات في حزب التجمع اليمني للإصلاح بالأمانة و علي الحدمة رئيس دائرة الطلاب ومحمد الصبري عضو دائرة الطلاب و انور الحميري عضو دائرة الطلاب للإصلاح بأمانة العاصمة أيضا.
وفي مساء من نفس اليوم 1مارس قال الحوثيون الذين يديرون اللجنة الامنية في صنعاء ان الاجهزة الأمنية بأمانة العاصمة صنعاء ألقت القبض على خلية مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة. ونقلت وكالة الانباء اليمنية "سبأ" التي التي تسيطر عليها جماعة الحوثي , أنه تم هذا اليوم "الاحد" إلقاء القبض على مجموعة من الناشطين الميدانيين المرتبطين بتنظيم القاعدة يتزعمهم شخص يدعى حبيب العريقي." وان هذه المجموعة كانت تعمل على خلخلة الأمن وإثارة الشغب ونشر الفوضى في أمانة العاصمة ، وبحوزتها كمية من السلاح. واليوم مليشيات الحوثي المسلحة تطلق سراح القياديين بإصلاح أمانة العاصمة، حبيب العريقي وعلي الحدمة وأنور الحميري ظهر الثلاثاء، بعد تغييبهم في سجونها لأكثر من 17 يوم، كانت قد أقدمت على اختطافهم من أحد مقرات الإصلاح بأمانة العاصمة.
وهذه فضيحة اخرى للحوثيين الى جانب فضائحهم السابقة.. فكيف يتم الافراج عن اشخاص اتهمتهم انهم "خلية قاعدية".. وكيف يتم الافراج عن سام الاحمر وهم اتهموه بانه "رئيس خلية الاغتيالات" والصندوق الاسود ..هكذا تقوم مليشيات الحوثي بتوزيع العداء وصناعة الخصومات والنيل من الاخرين المخالفين لرأيها متسلحة بأجندة خارجية تربطها بها علاقات سرية..
وهي اليوم تسخر مؤسسات الدولة التي تسيطر عليها لتنفيذ هذه الاجندة .. ولا تبالي ان هي اصبحت مطية.. حاولت جماعة الحوثيين استمالة الامريكان بإلقاء تهمة القاعدة على شباب وقيادات حزبية وسياسية وقبلية وكل من يخالفها الرأي ولكنها فشلت وقد سخرت جهاز الدولة الامني و المخابراتي للقيام بالمهمة والمداهمة والاعتقال..
وهذا يكشف لنا مقدار العمالة وحجم العداء الذي تكنه جماعة الحوثيين لليمنيين مقابل ان تحصل على رضا امريكا حتى وان كلفها ذلك اعتقالهم بتهم مفضوح زيفها ابتداءً.. وهذه افعال تمارسها مليشيات الحوثي لا تعبر إلا عن سلوك عدواني غير مبرر ومخالف لكل التشريعات والقوانين ومنتهك لحقوق الإنسان ويكشف بجلاء زيف الشراكة والتعايش الذي تنادي به هذه الجماعة . وهذا يجعلنا ان نصر على الوقوف في وجه هذه المليشيا والتي اصبحت خطرا على الدولة والمجتمع ورضت الامن القومي لليمن الى الخطر..