عندما يفتقد الفرد او الجماعة لمستوى راقي من استخدام العقل والمنطق ( سلاح العقل ) لمواجهة الفكر يلجئ للتعويض عن هذا العجز باستخدام البندقية باعتبارها القوة التي يمكن شرائها بالمال والتسلح بها بسهولة ويسر متناسين ان نتائجها هي هدر دماء بشرية وهتك كرامة نفوس إنسانية وتولد أحقاد وضغائن قابلة للانفجار في أي لحظة متاحة أمامها واذا ما تحقق نصرا فانه مؤقت وزائف ينقلب على أصحابة بهزيمة وخزي وعار في لحظة زمن .
ولضعف حجتهم يلجئون على اللعب على التناقضات يبحثون عنها ويحيونها ويثيرونها بين الخصوم ليشقوا الصف و إيقاظ الفتن النائمة او التي تجاوزوها الخصوم ليحققوا هدافهم الخبيثة يعيشون على خراب ودمار الآخرين يستريحون على أنقاض وأطلال الغير أي خير ننتظره ممن يؤجج لصراعات عفا عليها الزمن وتجاوزناها ليجعل منها خزان لا ينضب لحروب بلا نهاية إشباع لغرائزهم العنيفة في الوقت الذي فيه الآخرين يبذلون جهودا مضنية في معالجة الصراعات والتناقضات المصطنعة بين الهويات الفرعية والهويات الوطنية الجامعة في دولة المواطنة التي نتصارع اليوم عليها يخافون منها ترعبهم يمقتونه لا تناسبهم ولا يناسبونها سلوكا ولا ثقافة .
بعضا من المثقفين الذين نكن لهم الاحترام والتقدير وكنا نعتبرهم عقولا صافية وطاهرة من نجس الماضي اللعين وصراعاته نفاجئ اليوم في كتاباتهم انبعاث روائح نتنه وغير مستحبه في تأجيج صراعات عفا عنها الزمن وتجاوزها الخصوم بنبش قبور الماضي العفن من 13 يناير إلى حرب 94م وما بعدها ليس بهدف معالجتها وتجاوز صراعاتها بل ركزوا جيد في إحياء هذه الصراعات وبلغة واضحة المعالم فيها من التحريض ضد طرف بعينه نصبوا أنفسهم قضاء وجلادون بهدف تبرير استعدادهم على شن حرب على الجنوب ولغتهم تلك تعني البحث عن مؤيدين وأنصار ممن تنطلي عليهم الأكاذيب ويأكلون الطعم المسمم .
دائما يختلفون وضد الجنوب يتفقون واليوم يسنون رماحهم معا في غرسها في جسد الجنوب ضحيتهم بالأمس واليوم بل ضحية مواقفه الوطنية والإنسانية احتضانه للأحرار والشرفاء الذي يكن لهم التقدير والحب الوفاء لم يكن الجنوب يوما يشكل خطر عليهم وعلى المنطقة بأسرها بل هو مصدر خيرهم وعزتهم وكرامتهم وهم يكنون له العداء والبغضاء فكلما احتدما صراعهم صبوا غضبهم على الجنوب لكنه سيظل نورا يشع ليضيء طريق الحرية والتقدم والازدهار رافضا للظلم والظلمة والشر والأشرار والمشاريع الطائفية والمذهبية المقيتة
ثم أن عجزهم في مواجهة الخصم بشرف وأخلاق بالحجة والبرهان والحق لجئوا للإشاعات والتسريبات المغرضة المشوهة ليس للإفراد بل للوطن والقيم والأخلاق فسقطوا أمامهم و انقلب السحر على الساحر وعرف الجميع ان هذا الأسلوب المتبع هو وسيلة من وسائلهم القذرة حتى فيما بينهم فضحتهم قصة سام الأحمر الذي وصفونه بالصندوق الأسود وصارت القضية فاشوش تغلب العرف القبلي على القانون والنظام لان القانون عدوهم الأكبر والفوضى هي ما تروق لهم فوضى في محاربة الفساد والإرهاب فوضى في التعامل مع المؤسسات وأنظمتها و قوانينها لم يفعلوا مؤسسات الدولة والعمل من خلالها بل استبدلوا كيانهم بكل شي والشراكة مجرد شعارا للمماحكة والمكايدة فأي قانون ونظام اليوم يحكمنا ودولة رئيس الوزراء و والوزراء والشباب الرافض محجوزون ومعاقبون تحت أي بند ومبرر الثورة فهم ليسوا أعداء ولا متآمرون ولا مرتهنون لقوى خارجية اجعلوا الدستور حكما والقضاء عادلا وسنعرف الحقائق من الزيف .
إذا كان ذلك أسلوبهم وثقافتهم فخوفي عليك يا وطني من ظلمهم وظلمتهم وخبثهم ومكرهم وسمومهم وحليفهم الذي علمهم السحر يتربص ويأخذ ما يبثونه ليغني ويتغنى به على ليلاه و يعيش حلم التوريث ونسى أو تناسى ان الشعب رفضه ومقته دون رجعة ولن يتعظ ويأخذ العبر من ماضية لكن الزمن القادم كفيل برميهم إلى مزبلة التاريخ .
ومن الأقوال المأثورة
من يستفيد من أخطائه فهو ذكي
ومن يستفيد من أخطائه وأخطاء غيره فهو عبقري
ومن لا يستفيد من أخطائه وأخطاء غيره فهو غبي