لأول مرة يقف حلف(الحوثي وصالح) من جهة في مواجهة عسكرية حقيقة أمام الشرعية وينهزمون شر هزيمة، عدن أسقطت رهانات الانقلابين وأفشلت مساعيهم لتكرار نموذج صنعاء، دقت ساعة الصفر وها هو الشعب يلتحم مع الجيش في معركة الدفاع عن الدولة والمكتسبات الوطنية.
علينا أن نتذكر جيدا ما حدث في عدن وأنه يؤشر لمنعطف جديد في تاريخ اليمن له ما بعده، خصوصا وهي المعركة الأولى للشعب بكل قواه، معركة الشرعية التي يقف في مقدمتها الرئيس هادي ووزير الدفاع ، الجيش واللجان الشعبية، معركة كل الوطن ضد قوى الشر والتمرد والإنقلاب.
على جماعة الحوثي وصالح أن يستوعبا جيدا الدرس العدني، وأن المشروع الوطني الجامع سيسحق مشاريعهم السلالية والإنتقامية، فالوطن أكبر من أن تختزله جماعة طائفية أو تقوده نفس صالح الأمارة بالانتقام والكراهية، ولهذا رأينا كيف حركوا الطائرات لقصف القصر الجمهوري في عدن في تصرف بشع كشف حالة الجنون والهستيريا لدى هؤلاء المختلين عقليا.
نحن إزاء تحالف طفيلي كل ما يحمله هو السعي للإنتقام منا: الأول اسقطه الشعب بثورة 26سبتمبر والثاني خلعناه بثورة 11فبراير، هو صراع إذن بين ثورتين مجيدتين وثأرين حقودين.
ما حصل في عدن من انتصار أعاد الاعتبار للجيش حيث رأينا الوزير محمود الصبيحي شخصيا يقود المواجهة ضد التمرد وكان اللواء ثابت جواس حاضرا في المعركة وتعرض للإصابة، لقد تغير المشهد كليا والجيش الذي كان يسلم المعسكرات ويفتح البوابات في صنعاء ومحيطها للميليشيا، هو اليوم في عدن يخوض الملحمة ويعطي الانقلابين والمتمردين دروسا في الشرف العسكري وأنه كلما توحدنا خلف المشروعية الوطنية لن تصمد أمامنا جماعات التمرد والعنف.
حتى أعمال التفجيرات المؤسفة التي شهدتها صنعاء وصعدة أمس الجمعة وراح ضحيتها أكثر من 140قتيلا ومئات الجرحى من الأبرياء تؤكد أن سلطة الأمر الواقع والغلبة المفروضة بالإكراه لن تحقق الأمن والاستقرار، وأن اليمن لا يحكمه إلا التوافق بين جميع مكونات شعبه.
هاهي الدماء تسيل من جديد في اماكن مقدسة والموت يطال ابرياء في يوم عظيم وفي محافظتين محكومتين بقبضة الجماعة المسلحة، مما يؤكد أن جماعات العنف تذكي بعضها وتشرعن لعنف مضاد والخشية ان يتمدد الإرهاب في المساجد على شكل طائفي، فتكون هذه الفتنة الطائفية التي لم يعرفها اليمنيون من قبل ثاني أهم انجازات (ثورة الحوثي) المزعومة بعد ان قسموا اليمن على أساس مناطقي.
عموما آن الأوان لتحكيم العقل وترك السلاح ، وان تنتصر الحكمة اليمانية لإيقاف هذا النزيف قبل فوات الأوان، ومالم نتحاور فإن كل الأبواب قد فتحت لحرب طائفية لاتبقي ولاتذر.
إنهيار شوكة الحوثي وصالح في عدن ولحج وأحداث القتل في صنعاء وصعدة وتحريك القطع الجوية للغارات على معاشيق وصمود جبهة مأرب واستمرار المظاهرات الشعبية الرافضة لسلطة الإنقلاب جميعها تحتم على مشروعية الحوار طريقا وحيدا للحل.
الحوار الجاد الذي دعا إليه الأشقاء في الخليج لمساعدتنا كما فعلوا عام 2011م عبر المبادرة الخليجية وجنبونا خيار الحرب، هذا هو طوق النجاة والفرصة الأخيرة أمام اليمنيين فلنكن على مستوى المسئولية وحتى لا ينفع الندم بعد فوات الأوان.
أرض الحرمين الشرفين هي وجهتنا في صلواتنا والطريق إلى حياتنا الآخرة فكيف لا نرتضيها مكانا للاتفاق وصلاح حياتنا الدنيا.
سلام لـ(ست الحبايب) في عيدها:
بالمناسبة فإن 21مارس هو عيد الأم ، ويحمل هذا التاريخ –أيضا- ذكرى مهمة في مسيرة الثورة الشبابية اليمنية بانضمام معسكرات الفرقة المدرعة إليها واهتزاز نظام صالح عقب جمعة الكرامة، كما أن 21مارس عيد(النوروز) وهو اليوم الجديد بالتقويم الشمسي.
صحيفة 14أكتوبر