إلى أبناء الجنوب الشرفاء في كل أصقاع المدن، وعلى وجه الخصوص مدينة "عدن" التي نحبها أكثر من أهلنا ومالنا وأنفسنا، ومن كل شيء، إلى كل الصادقين في حبهم لهذه المدينة التي احتضنتهم، كما هي دعوة أيضاً إلى كل العاقين لهذه المدينة، التي كانت للجميع بمختلف مآربهم ومشاربهم، إلى كل الذين كانت لهم عدن أماً، وولداً، وعائلة، إلى الجميع .. حافظوا على مدنكم، وحافظوا على مدينتكم عدن، ويكفي أنها عدن، واعلموا أن أساس دمارها، هو ذلك (الغول) المتمثل بـ(النهـــب) أو بالأصـــح (السرقة) لممتلكاتها (الخاصة) أو (العامـــة).
واعلموا أنه من كان صادقاً أو محباً لا (مدَّعيا) ، لا يغرزَّن خنجره في خاصرة أمه، ألا فلتعلموا - حفظكم الله - أنكم في امتحان حقيقي، أمام الله وأمام أنفسكم، وأمام مدينتكم وعائلاتكم، ألا فاسمعوا هذه الكلمات والزموا بيوتكم، ولا تخونوا أماناتكم، فتصبحوا نادمين.
يا إخواننا وأخواتنا وأحباءنا وأطفالنا، في كل زاوية من أرضنا الحبيبة، في كل زواية بيت أصابها الخوف والرعب والهلع، ألا فلتطمئنوا، فإنكم بعين الله ثم في حدقات أعيننا، ولا تخافوا فإن الغد أفضل من اليوم، وما هي إلا سحابة صيف ستنتهي بإذن الله تعالى، ولن يضيع الله أحداً صدق معه، وأوفى بعهده له أو لمن حوله.
حفظ الله عدن وأهلها وأحباءها من كل مكروه، واطمئنوا بقربكم من الله ومنها، فلا يدخلنها ؛ لأنه لا أحد يكتب بمداد الأقدار إلا هو جلَّ في علاه، فسلموا الأمور له وتوكلوا عليه، ولن يحصل إلا ما كتبه لنا قبل مولدنا بآلاف السنين، ألا فاعلموا أنها عدن المدنية، عدن الحبيبة، عدن الدموع التي تفيض منها، لها، وعليها، ولها، المحاجر والمُقلْ، عدن فيروزة البحر، وأرجوانة الطيب المعطر، لا تسرقوها إنها عدن، التي هي أغلى من كنوز الأرض ومن حياتنا..