د.وليد العليمي
إن مليشيات جماعة الحوثي المسلحة وسيدها عبدالملك الحوثي لم يدركوا بعد أبعاد ماراثونهم المسلح الذي بدء في صعدة منذ بضع سنين وعبر من دماج الي عمران ثم الي العاصمة صنعاء ثم بدء في التمدد جنوبا ً ، إن مغامرة الجماعة الحوثية أُ ُطبق عليها من السماء ويكاد يُحاط بها من الأرض ،وفي القريب العاجل ستلفظ المغامرة الحوثية القادمة من كهوف مران أنفاسها الأخيرة ، إن المغامرة الحوثية التوسعية الطموحة جلبت الي أرض اليمن "عاصفة الحزم" ، ولا يتحمل مسؤولية مايحدث إلا جماعة الحوثي ومن يتحالف معها ، لقد ألقت جماعة الحوثي ومن يتحالف معها باتفاقية المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وإتفاق السلم والشراكة في سلة المهملات ، لقد تمزقت كل هذه الاتفاقيات والمعاهدات تحت أقدام الجماعة المسلحة ،وكيف لا؟ وهي تسعى من أجل أمر جلل وهدف استراتيجي لطالما راود ذهن مرشدها في صعدة وفي طهران وهو الإستحواذ على حكم اليمن ،إن إسقاط الجرعة ومكافحة الفساد لم يكن إلا ذريعة واهية وحجة وهمية دغدغت به الجماعةالحوثية مشاعر الشعب اليمني وهي تسعى سعيا ً حثيثا ً على أرض الواقع من أجل السيطرة على السلطة ومن أجل الحرب والدمار واهلاك الحرث والنسل ،إن جماعة الحوثي لم تكن إلا أظافر إيران المتسخة في جنوب الجزيرة العربية والتي أنشبتها إيران في الجسد اليمني المنهك والمثخن بجراح عقد من الزمان ، إن أقدام طهران الملوثة بوحل الطائفية والمذهبية النتنة ما أن تطأ أرض حتى تفسدها وتجعل أهلها أذلة متناحرين ممزقين غارقين في الفتن والصراعات المذهبية ،والأمس القريب ليس عنا ببعيد ، فقد دخلت طهران لبنان فمزقتها إربا ًوألقت عليهاردائها الطائفي المذهبي فاشاعت الإغتيالات والإقتتال بين أبناء الوطن الواحد وأذكت نار الفتنة الطائفية في كل بيت في لبنان ،وأضرمت نارالمذهبية في وكل وقت وحين وماإغتيال رئيس الوزراء السابق في لبنان رفيق الحريري إلاخير دليل وأزكى إختيار على سبيل المثال لا الحصر والذي تقف ورائه طهران لصب زيت فتنتها وفسادها على نار التباين المذهبي الذي أذكته بشكل مطرد ومتنامي ، وما فعلته في لبنان إستنسخته في العراق وسوريا وصدرته موخرا ً الي اليمن ، لقد أحدثت عاصفة الحزم التي يقوم بها التحالف العربي الإسلامي لضرب معاقل جماعة الحوثي ومن يتحالف معها داخل مؤسسة الجيش والأمن إرتباكا ً كبيرا ً وواضحا ًلطهران ولأذرعها في اليمن " جماعة الحوثي والنظام السابق" ، وصراحة لم يكون يدور في خلد أي منهما أو حتى في أذهاننا جميعا ً أن تبادر قوات الدول العربية والاسلامية المشتركة بتوجيه ضربات جوية لمعاقل الجماعة وحلفائها بهذه السرعة والترتيب والدقة ، من هذا المنبر الحر أوجه نداء هام وعاجل الي النخبة المثقفة والسياسية والي كل مواطن عربي وإسلامي غيورعلى مصالح أمتناالإسلامية الواحدة من المحيط الي الخليج وفي كل شبر صدح فيه نداء لا اله إلا الله محمد رسول الله أن لا ينجر الي مستنقع الطائفية وفخ المذهبية وأن لا يمرر أهداف أعداء الامة الاسلامية الواحدة التي تريد أن تدخل المنطقة الاسلامية في أتون صراع إقليمي طائفي يحرق الأخضر واليابس المستفيد الوحيد منه هم أعداء الأمة الإسلامية ، إن الجلوس على طاولة الحوار من وجهة نظري لن يكون مجديا ً خاصة وأن كل الأطراف السياسية في اليمن طوال السنوات الماضية كانت تجلس ليل نهار على طاولة الحوار بدون التوصل الي اي نتائج ملموسة على أرض الواقع ولم تكن الحصيلة إلا حبر على ورق، إن الجلوس على طاولة الحوار سيكون مجديا ً في حالة واحدة فقط إن إنسحبت جماعة الحوثي من كل المحافظات والوزارات والمؤسسات وسلمت كل الأسلحة التي نهبتها سواء الأسلحة الثقيلة أو المتوسطة وأعترفت بشرعية الرئيس هادي وأعلنت ولائها له و تحولت الي حزب سياسي قبل الجلوس الي مائدة الحوار .