كانت بعض الألوية والمناطق العسكرية قد أعلنت أنها توالي الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي منذ بدء عاصفة الحزم في الثلث الأخير من مارس الماضي، لكن هذه الألوية لم تحرك جنديا واحدا لمواجهة العدوان الذي يتعرض له المدنيون في عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة، بل إن قيادة المنطقة الأولى والثانية التان أعلنتا موالاتهما لهادي سلمتا مدينة المكلا لتنظيم القاعدة دونما طلقة رصاص واحدة في مقاومتها، وهو ما يعني أن هذه الألوية والوحدات إنما أقدمت على ما أعلنته لحماية نفسها من ضربات قوات الحلفاء التي لا تخطئ أهدافها مهما صغرت.
وقد ازداد عدد الألوية والوحدات العسكرية الموالية لهادي بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 2216 بخصوص اليمن والذي جاء تحت الفصل السابع ما يعني أن هذه الألوية والوحدات ستكون هدفا لأي ضربات دولية وقد يدخل قادتها تحت المساءلة الدولية ما لم يغيروا موقفهم المؤيد لعلي صالح والحوثيين.
موقف هذه الألوية لا يختلف عن موقف من أعلن إسلامه بعد فتح مكة ممن لم يكن يضمر للإسلام والمسلمين إلا الحقد والعداء لم يلبث إن أظهره بعد سنوات فقط في حروب الردة ومدعيي النبوة وغيرها من الحروب التي خاضها أدعياء الإسلام، التي ليس هنا مجال بحثها.
هناك من يقول أن بعض هذه الوحدات العسكرية إنما أعلنت موالاتها لهادي بإيعاز من زعيمها الحقيقي الذي أوعز لها منذ أشهر موالاة عبد الملك الحوثي، وإن هذه الألوية وهو أمر وارد في الحياة السياسية والعسكرية اليمنية حيث الجنرالات والألوية والمنطاق والفيالق العسكرية للتأجير لمن يدفع أكثر.
ويستدل أصحاب هذا الطرح بأن تلك الفيالق المكونة من عشرات الآلاف لم تساهم بإرسال كتيبة أو فصيلة واحدة لمواجهة المتمردين والدفاع عن المدنيين والبرهان علة أنها توالي الشرعية فعلا، ما يعني أنها تفعل ما تفعله أي منظمة جماهيرية مستنسخة تبحث عن ممول يقدم لها الموازنة الشهرية والسنوية وليس المؤسسة العسكرية المحترمة التي تعتبر العسكرية شرف وعزة وفداء وإخلاص للوطن وانظباط للمهمات القتالية الوطنية المقدسة.
إننا نحذر من هذه الخلايا التي قد تتحول من أورام حميدة قابلة للاستئصال والعلاج إلى أورام سرطانية خبيثة قد تهدد الجسد المكتظ بالأوبئة والعاهات المستديمة التي زرعها نظام استحوذ على كل شيء في البلد طيلة ثلث قرن من الزمن لم يترك آفة إلا واستجلبها إلى هذا البلد المغلوب على أمره.