محافظ عمران السابق محمد حسن دماج أعتقل مع قيادات إصلاحية أخرى قبل أكثر من أسبوع على يد جماعة الحوثي بينما كانت زوجته على فراش المرض في مستشفى العلوم والتكنولوجيا. لا أدري إن كان قد بلغها خبر إعتقال زوجها ورفيق عمرها السبعيني أم لا، لكنها توفيت بعد يومين من اعتقاله.
لم يتسن لمحمد حسن دماج توديع زوجته وشريكة حياته، ولم يستطع إبنهما عادل إكرام والدته بالدفن قبل أن يتمكن والده من إلقاء نظرة وداع أخيرة على الوجه الذي أحبه ورافقه قرابة نصف قرن. ولذا، لم يكن أمامه سوى أن يودع جثمان والدته المرحومة في ثلاجة المستشفى على أمل أن يخرج والده قريبا ليودعها ويواريها الثرى بيديه.
لكن، بدلا من أن يتلقى عادل خبر الإفراج عن أبيه، تلقى اليوم رسالة من الأب المعتقل يبلغه فيها أنه تم نقله الى مكان يتعرض للقصف.
هل يريد الحوثيون أن يفطروا قلوب أبناء وبنات محمد حسن دماج مرتين وفي وقت واحد: مرة بأمهم ثم بأبيهم؟
أفضل عدم التفكير بأنهم قد يفعلون ذلك وأتمنى أن يفرجوا عن الرجل وسائر قادة الإصلاح الذين اعتقلوا معه.
دماج أعتقل على خلفية بيان الإصلاح المؤيد لعاصفة الحزم، أي بدون جرم اقترفه، وكذلك أغلب زملائه.
عاصفة الحزم عدوان وحرب قذرة، وبيان الاصلاح المؤيد لها كان غبيا وسخيفا. ولكن، كيف واجه الحوثي العاصفة وبيان الاصلاح؟
بالنظر الى حال أسرة محمد حسن دماج، يمكننا القول إن:
الحوثي يواجه عدوان السعودية المقنع بشرعية هادي ومباركة فئات من الشعب بعدوان سافر وغير مشروع على أسرة يمنية لا حول لها ولا قوة ولا ذنب لها أيضا في العاصفة والبيان أيا كان دور دماج القيادي داخل الإصلاح. ولو كان لدماج دور ما في العاصفة لما مكث في صنعاء حتى داهمته الميليشيا في بيته واعتقلته مع اثنين من أبنائه وشخص ثالث من أقربائه.
الحوثي أيضا يواجه بيان الاصلاح الغبي والسخيف بتصرف أغبى منه وأسخف وفوق ذلك إجرامي، إن صح طبعا أنه تم وضع دماج وقادة الاصلاح الآخرين في مواقع تتعرض للقصف.
تضامننا مع أسرة محمد حسن دماج وأسر القادة الاصلاحبين الآخرين المعتقلين بدون ذنب.