عدن ضحية الطغاة

2015/04/29 الساعة 11:02 مساءً

في بلدي من يركب الدولة يسعى لإركاع الجميع لأجنداته ويلغي عقول الآخرين هو من يفكر نيابة عنهم ويكيل التهم  ويوزعها على من يريد واليوم هذا المكون المسمى أنصار الله المرتدي وشاحا دينيا وطائفيا  كان الأعنف في تاريخ الديكتاتوريات والطغاة ألغى الرأي الأخر واجتثه  و وزع التهم لكل من يعارضه وسيطر بطريقة عجيبة على مؤسسات الدولة قبل أن يكون دولة ولم يستطيع ان يتحول لدولة واستمر يدير البلد كعصابة صنع المبررات واستغلها لاجتياح المدن وافقد الإنسان سيادته وكرامته وعزته في كل بقعة دخلها وهو يرفع شعار الوطن والسيادة .

من الوهلة الأولى لبزوغه هدد الوطن وأمنه والسلم الاجتماعي بشن حروب عبثية بمبررات أمراضه الاجتماعية  و أوجاعه  المزروعة وتمادى في تهديد الجوار وتوجيه رسائل لم يكن في مستوى تحدياتها ولم يحسب جيدا لتداعياتها او حتى في ابسط الأمور الاستعداد لردود الفعل المتوقعة ,حاصر الدولة ورجالاتها في زاوية ضيقة دفعتهم للتحالف مع الجوار لحماية مصالحهم وبطشه وتنكيله بهم باسم الثورة خارج القانون والنظام الذي لا يعترف به قطعا وكانت النتيجة كارثية بسقوط وطن وسيادته ينزف دما في قتال شوارع وقصف جوي كان هو السبب والمتسبب له .

كانت عيون الحاقدين على عدن تدفعه نحوها بحجة الإرهاب وهم صانعيه والتاريخ القريب يبرهن ذلك  قبل سنوات كانت عدن بالنسبة لهم  ماركسية وتحتضن الشيوعيين وللأسف كان فيهم  من احتضنتهم وتجرعوا منها الثقافة والتنوير وجرعات النضال الثوري والطبقي والعمالي نسوا كل ذلك وهبوا لطاعة زعيم عصابتهم حينها مفتاح رخاء الدنيا ومتعة حياة الوهم والكذب من يصرف صكوك الغفران والوظيفة والرخاء في طاعة البلاط الرئاسي  كشروا بأنيابهم على عدن ونهشوها ودمروا معالمها وحياة أبنائها البسطاء فصمدت عدن وصبر أبنائها  وتحملوا كل ذلك وبقية  عدن هي ذاتها عدن الصمود مدينة الحرية  إلى ان أتى يوما لتجد ثغرة حرية لتصرخ منها في وجه الطغاة فزلزلت أركانهم هزت عروشهم واليوم ينتقمون منها بصورة سيدهم وبحجة الدواعش والقاعدة وبين هذان المفصلان تاريخ ملي بالمؤامرات والدسائس في فترة تربعهم على عدن هم من أسسوا أوكار الإرهاب ومونوها ودعموها والمراقشة تشهد وقصص كثيرة روتها صحيفة الأيام حينها وفضحت مخططاتهم معروفة للقاصي والداني  والنتيجة أنهم هم الإرهابيين وهم الدواعش وتسليم المدن كزنجبار واحور وحضرموت وشبوة ولحج ولكل مدينة قصة وشهود وحكايات كان الأمن أمنهم والجيش جيشهم وفي طاعتهم رفضوا طاعة الدولة والوطن من كان يتنفس حرية قنصوه وأسكتوه بالقوة فكيف أمام الإرهاب انهاروا وسلموا رقابهم له أنها مأساة وطن وشعب ان تبحث عن إرهابي وهو حليفك ويقاتل بجانبك لإركاع شعب اعزل وأمة وطنية ومثقفة ومدنية قبلتك وأنت لم تقبلها وترفض التعايش معها .

عدن اليوم حكايتها مؤلمة وتنزف دما و أوجاعها عميقة عدن تدمر بحقد لا مثيل له أبنائها شردوا وانتهكت كرامتهم وسيادتهم عدن المدينة التي يعرفها الجميع بسلميتها وثقافتها ورقتها اليوم تداس بالجنازير وترمى بالقذائف المدمرة ترك أبنائها أقلامهم وملاعب الكرة ومسارح الفن وأدوات الموسيقى وقاعات الدراسة وحملوا الكليشنكوف بكل أشكاله ليدافعوا عن كرامتهم وغزوا الطغاة وسطروا أروع ملاحم البطولة والإباء لأنهم أصحاب قضية ما حصل في كريتر وخورمكسر والمعلى ودارسعد حكايات يندى لها الجبين ضحية وحشيتهم وفقدان إنسانيتهم تعاملهم مع عزل و شباب طامح محروم من كل حقوقه فاقد الأمل والطموح لمستقبل منشود وانتم السبب في ذلك يقولون طهرنا المنطقة من الدواعش ما هي الأسس وتحت أي قانون ومن هو القاضي ومن هو الجلاد  هذه الوحشية كانت السبب في الشرخ الاجتماعي واليوم يتوسع هذا الشرخ ليكبر ويعم الجميع شرخا يمزق الوطن والنسيج الاجتماعي شرخا غير قابل للشفاء بسهولة ويسر يدفعنا جميعا للمجهول والتشرذم وتنامي الإرهاب وانتم السبب .

عدن تحاصر لا رواتب للموظفين وقد نهبتم البنك المركزي كعصابة ولا مواد غذائية ولاروتي وطحين وكهرباء وماء وقاذورات تملى شوارعها وانتم تقصفون وتحاصرون الجميع لقتلهم لمن لا يقتل بالقنص والقذف الصاروخي يموت جوعا وقهرا وحسرة ومرض فجميعنا ضحاياكم دون استثناء انتم من قررتم ان تجتاحون المدن ومنها لحج و تعز العز لتذلونها كعدن ولكنها عصية أيضا كأختها عدن .

كل المدن بل الوطن كله ضحيتكم ولا سيادة دون كرامة الإنسان وعزة امة و وحدة الصف والخضوع للنظام والقانون وانتم انتهكتم كل شي حتى الأفواه كممتموها والصحافة صادرتموها والشرفاء اعتقلتموهم والمساكن دمرتموها والمؤسسات أممتموها والوطن صادرتموه والنتيجة خراب وطن وشعب ونفق مجهول