نتابع القنوات الفضائية التابعة للحوثيين وكذلك القنوات التي تخالفهم، وجميعهم يعرض صوراً لقتلىٰ وجرحىٰ تقشعر لها الأبدان، كلٌ يعرض الضحايا التي كان سببها الطرف الآخر، والحقيقة أن كل الصور التي نراها لإخوة يمنيين مسلمين كان ينبغي أن يتزاحموا في ميادين البناء والإعمار لا في ساحات الحرب والدمار!!
اليوم تعيش اليمن من دون دولة، من دون كهرباء، من دون مشتقات نفطية، من دون خدمات، من دون استقرار، فدعونا نفكر بمنطق العقل ( أما حق الإسلام فلم يعد يلتزم به أحد مع بالغ الأسف)؛ لماذا لا يتم إيقاف الحرب في عدن وعودة المسلحين من حيث أتوا من أجل إنقاذ أهل عدن، ومن أجل أن تعود مصافي عدن للعمل لتوفير المشتقات النفطية، أليس هذا في صالح اليمنيين جميعاً!؟
السلطة المحلية في مأرب تعلن أنه بسبب الحرب لم تتمكن قاطرات المشتقات النفطية من الوصول إلى المحافظات، وأن مهندسي الكهرباء لم يتمكنوا من إصلاح أبراج الكهرباء، فلماذا لا يتم إيقاف الحرب في مأرب وعودة المليشيات إلى محافظاتها ليستمر تدفق الغاز والبترول والكهرباء إلى كل إنحاء اليمن!؟
بل لماذا لا يتم إيقاف نزيف الدم اليمني في كل المحافظات، أما الوصول للحكم فيمكن أن يتم بصندوق الانتخابات ومن دون تقطيع أواصر القربىٰ والرحم، ومن دون تعميق الجروح وتدمير النسيج الإجتماعي.
وأخيراً هل ما وصلنا إليه من تدمير للحياة إنجاز يستحق أن يتغنى به أي طرف؟
أما آن الأوان للخروج من هذه الدوامة، وإيقاف نزيف الدم اليمني، وإنهاء هذا الجنون!؟