إصرار إيران على إرسال سفينة تقول إنها تحمل مساعدات إنسانية إلى ميناء الحديدة دون موافقة الحكومة الشرعية ورفضها السماح بتفتيشها يقدمها بسلوكها هذا وكأنها ليست دولة تحترم سيادة أي بلد وتحتكم للأصول المتعارف عليها في العلاقة بين الدول.
تجاهل طهران تحذيرات الحكومة اليمنية وضربها عرض الحائط مع التحذيرات الأمريكية يدل على تناقضها ويؤكد على تدخلها في الشأن اليمني بإختراقها مياة دولة أخرى مع أن هذا الأمر بات واضحا بشهادة الواقع والأمم المتحدة.
لماذا تصر إيران على السير عكس التيار بإرسال سفينة مساعدات للميناء الذي يسيطر عليه حلفائها بدلا من إرسالها إلى مركز الإغاثة في جيبوتي مثل غيرها؟
ليس معقولا ولا ولا يمكن الركون إلى فرض حسن النوايا فيما تحمله هذه السفينة إلى جوار المساعدات خاصة وأن تحذيرات البنتاغون من أي حماقة لخرق وقف إطلاق النار يشير إلى ترجيح وجود معلومات لدى واشنطن بأن طهران تعتزم مد الحوثيين بأسلحة نوعية من قبيل صواريخ مضادة للطيران وإلا لماذا لا تسمح بتفتيش السفينة إذا تجاوزنا انتهاكها للمياة اليمنية؟
هل تريد إيران أن تضحك علينا بالقول إنها تريد تسليم مساعداتها بنفسها حتى يعرف اليمنيون أنها ضمن داعميهم أم تريد تسليمها لحليفها؟
في الأول المساعدات ستكون مسجلة لدى الجهة التي تتولى الإشراف وهي الأمم المتحدة باسم الدول الداعمه وبالتالي فلا تفسير لهذا الإصرار العجيب لرفض التفتيش وتسليمها لمقر الإغاثة إلا أنها تريدها لحليفها أو أنها تحمل له سلاحا نوعيا وتريد إخفائه حتى لا تفتضح.
على إيران أن تحترم حكومة من تريد مساعدتهم إن كانت جادة في ذلك وتثبت دعواها أنها تريد المساهمة في استقرار اليمن وأنها عامل مساعد وليس طرف يؤجج حدة الصراع لتصفية حسابات مع دول أخرى على حسابنا.