مؤتمر حوار الرياض الذي عقد اليوم الاحد 17 مايو هو مؤتمر بلون واحد لانه لا يضم قوى مختلفة فيما بينها ، كل الحاضرين هم المؤيدين لشرعية هادي والخاضعين لما يملى عليهم منه ومن المملكة ..
افتقد المؤتمر لحضور القيادات المؤثرة على المشهد الداخلي والتي لها وزن حقيقي ، من هذه القيادات اللواء علي محسن والاستاذ محمد باسندوه والشيخ حميد الاحمر واللواء الترب وعدد من السياسيين والعسكريين والزعامات القبلية الرافضة للمليشيا الحوثية ..
هذا الغياب ليس عفويا وانما تغييب متعمد من قبل الرئيس هادي الذي يعمل على الاستفراد بالسلطة حتى وهي سلطة افتراضية لا تملك على الواقع شيئ ..
هادي بسبب سياسته الغير واضحة حول محافظات بكاملها الى محافظات داعمة للحوثي وخاصة ( ذمار واب وصنعاء وحجة وعمران والمحويت وريمة) ويصنفها البعض انها محافظات تمول الحوثي بالعناصر القتالية ، لايمكن انكار دعمها للحوثي عن طريق قيادات المؤتمر التي تحشد الناس لصالح الحوثي ..
هذه المحافظات يوجد بداخلها نسبة كبيرة لها الرغبة بمقاومة مليشيا الحوثي لكن عدم وجود قيادات ميدانية تنظم عمل المقاومة وعدم وجود تخطيط ودعم جعل من هذه المحافظات داعم للحوثي اغلبهم يذهب للمعركة من اجل الحصول على الراتب من مليشيا الحوثي ..
وجود هادي بهذه العقلية السيئة والتآمرية هو الذي وسع نفوذ الحوثي في تلك المحافظات وتعمده ابعاد القيادات الفاعلة والمؤثرة التي لها القدرة على تحريك الشارع المقاوم للحوثي وصالح هو الذي حولها الى بيئة خصبة للحوثي ..
هادي قضى على قوى الثورة وسلم السلطة لصالح قوى الثورة المضادة وهذا شيئ لا يمكن انكاره ولايحتاج الى سرد الادلة فالجميع يعرف التفاصيل من دماج وحاشد وعمران وصنعاء وصولا حتى عدن.
اليوم هادي يكرر المشهد من جديد من الخارج وقد دشنه اليوم من خلال تغيب قيادات الثورة الحقيقيين واعتماده على قيادات قوى الثورة المضادة التي اسقطت شرعيته على الواقع ، اسقطها بالتعاون مع بنعمر 1، وسيسقطـ المقاومة الحالية وبدعم من بنعمر2 وقد وبدى هذا واضحا من خلال كلمته في المؤتمر التي لم يشير الى جماعة الحوثي بأي اشارة وفقا للقرارات الاممية بل يساوي بينها وبين القوى السياسية المدنية والداعمة للشرعية ..
القوى التي تقف مع هادي من اجل التصفيق له سترتكب نفس الخطأ الذي ارتكبته مع بنعمر1 وستصمت عن تصرفات بنعمر2 حتى يدخل البلد في ابعد من المشهد الحالي اليوم دون اي تقييم او مراجعة لسياسته وعمله كمبعوث اممي ..
هادي هو الذي اسقط اهداف ثورة فبراير ووقف حائلا امام اجتيازها مرحلة التغيير وهو الذي مكن قوى الثورة المضادة من العودة للسلطة والبسط عليها ، وهو اليوم يكرر المشهد وبنفس الطريقة وبذات العقلية التآمرية التي تتمحور حول تمطيط اكبر فترة من الزمن لبقائه على كرسي السلطة عن بعد ..
كيف لهادي ان يواجه الحوثي وعلي صالح واللواء علي محسن مغيب عن المشهد ، ليست مجاملة للواء لكنه الشخص الذي يعرف تفاصيل المواجهة ويعرف نقاط القوة والضعف اضافة الى قدرته على جذب القبائل لمقاومة الحوثي نظرا لتأثيره القوي على القبيلة بإمتداد الساحة اليمنية ، غياب اللواء والشيخ حميد يدل على مواصلة منهجية التآمر على البلد وقوى التغيير وان هادي عبارة عن خازوق كبير لليمن ومستقبلها ..
المؤتمر نسخة مكررة من الفشل السابق والتخبط الذي صاحب السنوات السابقة ، وغياب الحكمة السياسية ( باسندوه) والقيادة العسكرية( اللواء محسن) والقوة المؤثرة ( الشيخ حميد) وغيرهم من القيادات التي لامجال لذكرها قد افقد المؤتمر اهميته كقوة حقيقية لمواجهة الحوثي واستعادة الدولة .