محمد مسعد ناجي العقلة صديقي الحبيب لم يعد ينتظرنا في منزله العامر بحي نشام بمدينة الضالع.. هناك حديث لم نكمله بعد وكنا بانتظار جلسة لاتمام النقاش الشيق والحديث الموزون وقراءة الاحداث والى اين ستئول...
استشهد المحامي محمد مسعد فجر اليوم يا عبدالرقيب!!!!.) رسائل موبايل لاحصر لها من اصدقاء اعزاء احسوا بالفاجعة الكبيرة... كانت الاتصالات رديئه ذلك اليوم والانترنت توقف والحياة كئيبة لقد رحل عنا العقلة الى غير رجعة وعزاؤنا انه قدم حياته في اخر نقطة بحدود الوطن الذي عمل له واراد ان يشيده انموذجا للحياة والعدالة والسلام والتعايش...
في تراب سناح رسم العقلة بدمه الطاهر الخط الفاصل بين عالمين: الجنوب الضحية وعصابات الحوثي وصالح الهمحية التي عبثت باحلام اليمنيين وافشلت مشاريعهم وثوراتهم وربيعهم.....
ولا احد غير العقلة صديقي وحبيبي يفهمني فيما اقول ويقرٱ ما بين سطوري هذه... لقد كان العقلة شعلة من النشاط والهمة والبذل والتضحية هو المحامي البارز الذي وقف في قاعات المحاكم يدافع عن معتقلي الرٱي في عدن والضالع وقعطبة وغيرها.. هو الشيخ القبلي والوجاهة الاجتماعية في عموم الضالع.. هو عضو المجلس المحلي بالمحافظه الذي فاز شعبيا بجدارة عن مديرية الحصين وهو رئيس الدائرة القانونية لحزب الاصلاح بمحافظه الضالع ورئيس فريق هود للحقوق والحريات بالمحافظه والابرز انه رئيس المجلس الوطني لتحرير واستعادة الدولة الجنوبية.. وشخص يجمع كل هذا المهام يملك بلا شك همة عالية ونفس طموحة وخيال واسع...
والذي يشغل كل هذه الفضائات هو رجل مفدام وشخصية فذة نادرة الوجود في واقع اليوم.. وعندما تجتمع السياسة بالقانون والمحضن الحزبي والبعد الاجتماعي والقبلي والجماهيري في شخصية رجل يضبط القانون مسار السياسة وتكون الاعراف مفاتيح مهمة لاحتواء الناس والتأثير في الجماهير..
.كان العقلة يمازحني قائلا: (من يعدد الزوجات لا يتوقف كثيرا عند المشاريع الصغيرة.).كان يتحدث عن نفسه..
لقد غادرنا العقلة ومضى الى ربه لا ادري كيف ستكون الضالع من دونك واي مقام قد يطيب بغير رفقتك وجلسات القات معك واحاديث السياسة والواقع في ترحالنا سويا وانت تتواصل معي قبيل افطار رمضان من كل عام لنحدد اين سنتجه مساء واي مدينة وقرية عامرة نقصد هذا المساء..
الحديث عن العقلة لا ينتهي وسرد الذكريات قد يطول عزائنا ان محمدا عاش الحياة بطولها وعرضها كما اراد ووضع نهايتها بشرف وروجولة في المسار الصحيح وفي الخط البياني الذي يقف عليه شرفاء الوطن الصغير والوطن العربي والاسلامي الكبير...
دعائي ان التقيك في العالم الاخر في منازل الشهداء الذي اسٱل المولى عز وجل ان يحققه لكم ولنا فنكمل حديثا بدٱناه ايها الحبيب الغالي...
يا راحلا عنا ووهج الشوق في عينيه فله... ومصليا لله مثنى قبل ان يسرج خيله...
قسما سنوقد من دمائك الف فجر الف شعله.