لا أريد قول هذا لكن لابد من قوله:

2015/06/04 الساعة 03:51 صباحاً

منذ أول يوم في حرب صعدة الأولى كنت أحد الأصوات القليلة التي وقفت ضد انتهاكات نظام صالح وبيت الأحمر للحوثيين. ولم أعلم بقضية انتهاك واحدة خارج القانون لأي منهم ولم أكتب عنها وأسعى بجهدي المتواضع والبسيط لإيقافها. لست "طرزان" ولا رجلاً يتمتع بنفوذ، لكني حاولت بصوتي البسيط وأدواتي السلمية وكلماتي الدفاع عن أي من أعضاء هذه الجماعة أو المشتبه بانتمائهم اليها أمام أي تصرف بدا لي حينها ظلماً، وكان الحصول على محاكمة عادلة على الأقل لأي واحد منهم هو أقل سقوف مطالبنا انا وعدد من زملائي. وطوال 10 سنوات كنت ضد أي انتهاك لأي منتمٍ لهذه الجماعة رغم اختلافي الكامل مع شعارها وخطابها ومشروعها الذي كشف عن وجهه البشع وقلبه الأكثر بشاعة مؤخراً بشكل سافر. كنت ضد أي اعتقال يتعرض له أي حوثي خارج القانون، وكنت ضد أي إهانة يتعرض لها أي منهم.
الآن تعتقل هذه الجماعة اليمنيين بالمئات إن لم يكن بالآلاف، وبينهم عدد كبير من أصدقائي ومعارفي، لدرجة أننا تحولنا الى "شحاتين" نتوسل كل قيادي حوثي نتوسم فيه الخير أن يطلقوا سراح زملاءنا ويكفوا عن مطاردة من تبقى منهم: جلال الشرعبي مثلا معتقل لديهم دون ذنب ولا نعرف حتى سبب اعتقاله. ونبيل الأسيدي أيضا مطارد، وهناك غيرهما الكثير.
عبدالله قابل ويوسف العيزري اعتقلا بدون سبب ووضعا في مكان معرض للقصف في ذمار سرعان ما تعرض للقصف فعلاً وتفحما فيه، ودون أي محاكمة. وقد رأيت صورة لطفلة صغيرة ترفع صورة أبيها تطالب بالإفراج عنه، وبعد ثلاثة أيام تكتشف أسرته أنه قتل مع قابل والعيزري. قتل؟ لا. بل تمزق الى أشلاء كما سمعت اليوم. لم يتبق منه سوى نصفه، وقد كان هذا النصف مقيداً بالسلاسل، لكنه ظل محتفظا بإسمه: أمين الرجوي رئيس سياسية الإصلاح في إب الذي تشاهدونه باسماً في الصور على صفحات الفيسبوك. وهذا ليس كل شيء، هذا لاشيء من انتهاكات هذه الجماعة التي لاتكف عن الحديث عن المظلومية بينما تمارس الظلم والمظالم في كل مكان وبأبشع الصور.
وفوق هذا، تأتي نخبتها الصحفية والحقوقية الميليشاوية وتبرر قتل اليمنيين بل وتحرض عليهم وعلى كل زميل لهم ينتقد النزر اليسير من أخطاء هذه الحركة. اليمنيون ليسوا عبيدكم يا حوثيين! ولسنا مستباحين لرعاعكم الذين يظنون أنهم بامتلاكهم "القوة" امتلكوا الناس. لسنا بلا كرامة حتى تتعاملوا معنا على هذا النحو. نحن عزل من السلاح لكننا لسنا عزل من الكرامة. ومن وقفوا يوماً مدافعين عنكم، بقدر مستطاعهم، لم يدافعوا عنكم لأنكم "سادة" وفوق بقية البشر. ماهو مشروعكم؟! ماهو غير "السلالة"، والغطرسة والتمييز العنصري و"سيدي حسين"؟!

افعلوا ماتريدون!
امضوا في غيكم وغطرستكم حتى النهاية، لكن من قالوا بالأمس للظلم الواقع عليكم "لا"، سيقولون اليوم "لا وألف لا" لظلمكم وبلطجتكم علينا وعلى كل يمني تظنونه فريسة سهلة.
لسنا فرائس سهلة ياهؤلاء!
ويكفينا قوة وشرفاً وشهامة أننا نسير مبتسمين ورؤوسنا مرفوعة لأننا لم نصمت على ظلم أحد لكم حين كنتم ضعفاء ولم نصمت على ظلمكم لكل الناس بعد أن أصبحتم أقوياء.

كفوا عن اتهامنا بالارتزاق والعمالة ياهؤلاء!
فلو كنا مرتزقة لما وقفنا معكم في وجه الطغيان حين كنتم ضعفاء ولم يكن في يدكم شيء ثم وقفنا في وجه طغيانكم الأكبر والأضرى بعد أن أصبحتم أقوياء وأصبح في يدكم كل شيء.

نقطة على السطر.