كتب/احمد الدماني
لا أعرف من أين أبدأ لكم ومن أين ستنطلق تلك الهموم التي قسمت ظهر سكان مدينة عدن الباسلة لا يعلم أحدا منا أسرار تلك الجدران التي تكن أسر هربت من بيوتها خشيته من مدافع الحوثي ونيران الأصدقاء يبتسمون واعينهم تفيض من الدموع هما وحزن ...
عائلات منهم تلتحف الأرض لتنام عليها والسماء سقفا ياويها من تلك القذائف يعيشون في مدارس كلنا يعلم جيداً ان تفصيلها بني صفوف مستطيلة ومكشوفة الا ان الظروف اجبرتهم للعيش فيها بغير إرادة منهم فالحوثي والمخلوع دمروا منازلهم وشردوهم ...
فعلاً معاناة وألم يتجرعونه كل يوم يفطرون كل أذان مغرب في رمضان على مياة حارة وأكل لم تتعود أنفسهم عليه في كل رمضان حياة تمزجها حزن وهم أسرة فقدت شهيد والأخرى شهيدين ومع كل ذلك لم يسلموا من التشرد بحثاً عن المأوى والأكل ...
في ذلك الجانب من عدن تلك الهموم المتراكمة ولكن في جانب آخر يقبع هادي ومن معه من بطانه السوء في الرياض يتحدثون في القنوات والوسائل بأنهم الأقوى والمسيطر على الأرض من أهله منهم في عدن ليس حالة كما تلك الأسر التي تفقد أبنائها ...
في الرياض علامات الراحة والبذخ تظهر على من تظهرهم قنوات فضائية بقيادات للمقاومة خلافاً عن ملامح من هو القائد في عدن ، محلليين ووزراء وقيادات في الشرعية تتحدث بإسم أولئك المهمومين ليزيد رصيدهم في الخارج فالاسترزاق أصبح متنفس الكل هناك ...
لانريد فتح أبواب لتجزائه ولكن نريد فتح باب واحد اسمة اخرصوا السنتكم عن ذكرنا والترزق بسمنا ودعونا في مانحن عليه لاتتحدثوا باسم شهيداً سقط في الميدان وأهله يتجرعون الجوع والهم لا تذكرون في خطاباتكم اسماء الجرحى وهم يعانون في المستشفيات ...
لكم الرياض وسلمان لكم الترف والسكينة ولابنائكم ولنا القتل والمعاناة والدمار لاتفرقون شيئاً عن المخلوع ومليشيات الحوثي هم قتلوا وانتم فتحتوا الأرصدة من بعد تلك المجازر فكلاكم وجهان لعملة واحدة هي الاستفادة من مايحدث ...
نم إيه الطفل وانتي أيتها المسنة فالله لا يميت احدا من جوع ولا بقلة الدواء وارقدوا جميعاً ايه الشهداء فالأرض التي سألت دمائكم من أجلها ستنتصر وسيعود اهلكم الى بيوتهم ليحتضنوا ماتبقى لديهم من ذكريات أخيرة جمعتكم بهم ...
اكتب اليكم هذا الكلام لعل وعسى تدركون أن الموت لا يميز بين من يسكن قصراً او من يلتحف الأرض لايفرق بين من هرب إلى الرياض او من بقى في عدن ولكن الفرق بسيط هنا سيكتب التاريخ ماتوا واستشهدوا في أرضهم بينما أنتم سيقف حائراً ماذا يقول فيكم ...