نبيل سبيع
كان اسمها قبل الحوثي "شركة صافر"، وستصبح بعده "شركة صِفْر".
46 مليون دولار اختفت من حساب شركة صافر بحسب ما نشره موقع المصدر أونلاين:
30 مليون حولها مدير الشركة "أمين زبارة" لحساب جماعة الحوثي باسم المجهود الحربي. ولأنه على الأرجح يعرف أن "المجهود الحربي" ليس أكثر من "إسم دلع" كبير لـ"المِسْرَاقة القرآنية" التي تنفذها جماعته للخزينة العامة وخزائن التجار ورواتب الموظفين وصولاً الى جيوب المواطنين الفقراء، قام بسرقة ما يبدو أنه اعتبرها "عمولته المستحقة" من وراء اشتراكه في هذه السرقة.
- وكم "عمولته" هذه ياترى؟
* مش كثير..
16 مليون دولار بس كمكافأة نهاية خدمته (لعدة شهور) في الشركة! أو بعبارة أدق: كمكافأة نهاية سرقة. فهذه ليست السرقة الأولى التي تنفذها هذه الجماعة في "صافر" عبر هذا المدير، بل إنها على الأرجح إحدى السرقات الأخيرة فقط التي خرج خبرها الى الناس. ويكفي أن نعرف شيئاً مما يقال عن مآل هذه الشركة بعد عدة شهور من استيلاء الحوثي عليها، هذا المآل يسمى: الإفلاس.
ككل مؤسسات الدولة، استولت جماعة الحوثي على "صافر" بذريعة مكافحة الفساد وتطهيرها من الفاسدين واللصوص. لكنّ ماحدث فيها قدم لنا نموذجاً ساطعاً من نماذج مكافحة الحوثي للفساد في مؤسسات الدولة وتطهيره لها من الفاسدين واللصوص:
الحوثي يكافح الفساد في مؤسسات الدولة والبلد بفسادٍ أكبر منه!
والحوثي يطهر مؤسسات الدولة والبلد من الفاسدين واللصوص بفاسدين ولصوص أكبر منهم!
بالمناسبة، جماعة الحوثي أقالت مدير الشركة السابق "أحمد كليب" بحجة صرفه مبلغ 100 ألف دولار من حساب الشركة لمحافظ مأرب حينها، وهو ما اعتبرته الجماعة مخالفاً للقانون واستغلته لإقالة مدير الشركة الذي لم يصرف المبلغ بقرار من رأسه بل بقرار من الرئيس هادي، والذي أيضا لم يصرف المبلغ له بل لجهة أخرى! لكن جماعة الحوثي أقالته، وعينت مكانه مديراً "نظيفاً" "شريفاً" عفيفاً" و"طاهراً" يدعى "أمين محمد عباس زبارة".
عاشت الأسامي! أو بعبارة أدق: عاشت الألقاب!
30 مليون دولار، بشخطة قلم واحدة، حولها الى حساب "المجهود الحربي"، أو "المسروق الحربي" بعبارة أدق!
و16 مليون دولار، بشخطة قلم أو أكثر، لحسابه الخاص!
بالمناسبة أيضاً، جماعة الحوثي منعت مدير الشركة السابق من السفر بعد إقالته على خلفية صرفه (100 ألف دولار). لكنها لم تفعل الأمر نفسه مع أمين زبارة، بل تركت له الباب موارباً للهروب عبر أرتيريا الى الأردن ومنها الى دولة أوروبية، رغم.. رغم ماذا؟ رغم 46 مليون دولار!
عاشت الأسامي! أو بعبارة أدق: عاشت الألقاب!
هل سبق أن قام أي مدير سابق في "صافر" بسرقة بهذا الحجم؟
بل هل سبق في تاريخ كل شركات ومؤسسات الدولة الإيرادية أن قام مدير لم يمض على تعيينه في موقعه سوى عدة شهور بسرقة كهذه؟
لا أدري. لكن المؤكد أن أحداً لم يتفوق على هؤلاء في أيٍّ من "مناقبهم" و"خصالهم الحميدة": ابتداءً من القتل والتدمير، ومروراً بالفساد والسرقة والنهب، وليس انتهاءً بالكذب والوقاحة.
"شركة صافر لعمليات الإستكشاف والإنتاج"، هذا هو إسم شركة صافر التي لم تكتشف في عهد الحوثيين شيئاً سوى كم يتفوق الحوثيون بمراحل على كل من سبقوهم في الفساد واللصوصية، ولم تنتج في عهدهم شيئاً سوى هذا النموذج "المشرف" للمدير "النظيف" و"الشريف" و"العفيف" و"الطاهر" الذي يجسده أمين زبارة خير تمثيل.
وختاماً:
سَرَق سَرَق سَرَق
ثورة على كل السَرَق
عشان نكون إحنا كل السَرَق
*من صفحة الكاتب على الفيس بوك