ان ما تشهده الساحة العربية اليوم هو نتيجة عجز النخب السياسية في الدول التي مرت عليها رياح التغيير في ما يسمى بالربيع العربي والتي انطلقت الجماهير في تلك البلدان تطالب بتحسين الاوضاع والقضاء على الفساد حتى ركب الموجه من ركب ..
فهناك قانون او نموذج يحكم الثورات في العالم وتبدا بمراحل ثلاث .
*الاستنفار الثوري : وهو وجود نية لدى جميع الجماهير ورغبة للتغيير .
*بناء النموذج : وهو ان يكون لدى نخب الثورة السياسية استراتيجية لمابعد الثورة .
واذا رأينا الذي مر في تلك البلدان نرى بان تلك الثورات كانت عفوية ولم تكن تحمل استراتيجية .
*التواصل مع الخارج : وهو العمل على وجود علاقة مع الاقليم والعالم لاضفاء الشرعية على هذه الثورة .
فكل الثورات التي قامت في هذا العالم كان لابد لها من هذه المراحل الثلاث .
وهذا ما حصل في الثورة البلشفية والفرنسية والماوية . ولم يحصل في ثورات الربيع العربي التي قامت من معاناة شعب ليركب الثورة احزاب سياسية لا تملك رؤية واضحة في التغيير والبناء
وهو الشي الذي مكن الحرس القديم من العودة الى الى سدة الحكم في بعض البلدان وعن طريق بعض الشعب بسبب فشل النخب السياسية
وهناك امثلة كثيرة .
وان اردنا اكثر الامثلة وضوحا واقربها زمنا فلن نجد افضل من الثورة البرتقالية
.وما ادراك ما الثورة البرتقالية .
فقد راينا جميعا الشعب الاوكراني في عام2004 وقد خرج عن بكرة ابيه داعما بقوه للمعارضة ومؤيدا (لفيكتور يوشينكو ) الذي كان يعدهم ويمنيهم بالازدهار الاقتصادي والنظام الديموقراطي والانفتاح على الغرب فتحول في نظر الشعب الاوكراني الى بطل قومي يجب مناصرته بشتى الطرق فثار الشعب الاوكراني ضد الرئيس فيكتور يانكوفيتش وملأوا شوارع كييف العاصمة وبقية المدن الاوكرانية متحدين يانكوفيتش ومعه البرد القارص والثلوج المتساقطة في ذلك الشتاء.وظلو صامدين ثائرين في ظل تأييد عالمي حتى تم لهم ما ارادو واسقطو الرئيس( فيكتور يانكوفيتش ) (الخائن العميل للروس !!) وبعد تولي يوشينكو الرئاسة تبخرت امنيات الشعب الاوكراني واحلام الثورة البرتقالية وذهبت وعود (يو شينكو) ادراج الرياح . وبدأ الشعب يترحم على ايام يانكو فيتش وفي العام (2010) خرج نفس الشعب وانتخب الرئيس السابق (يانكوفيتش) واسقط البطل الورقي ( يوشينكو) في انقلاب شعبي واضح على الثورة البرتقالية .فاكتشف الشعب الاوكراني فشل الثورة بعد ست سنين
ولكنه استطاع اصلاح الخطأ . والامثلة كثيرة وكثيرة والتفاصيل اكثر واكثر لكن
خير الكلام ما قل ودل فهذه بعض تجارب من سبقونا اما الفلسفة السفسطائية والشعارات والصراخ والصياح
لا يستدل به على التجارب العملية لأن التجربة هي خير برهان . ولأن المثل الشامي يقول
( اللي يجرب المجرب عقله امخرّب )
وفي هذا المثل الشامي اختزال للموضوع بالكامل
*روضة الجيزاني .. اعلامية سعودية
[email protected]