*روضة الجيزاني ... اعلامية سعودية
نحن امام مجازر تستهدف الشعب اليمني الاعزل، من قبل دبابات ومدافع وميليشيات ومجموعات من المرتزقة جرى تدريبها من بعض الدول ذات التوجه الايدلوجي للتصدي للشعب اليمني بعد ان انحازت فصائل الشعب في معظمها للشرعية، وبعض من وحدات الجيش والامن، وبات المخلوع يقف وحيدا دون اصدقاء او حلفاء من اهل البلاد باستثناء القلة القليلة...
تابعت قناة المسيرة الناطقة الرسمية للانقلابين طوال يوم امس لعلي اكوّن صورة عن وضع الحوثي وطبيعة خطابه الاعلامي فكان المنظر بائساً بكل معنى الكلمة، مذيعون مرتبكون، وكاميرا تجاهد لنقل صورة لبضع عشرات من المتظاهرين يحملون صور الزعيم المتمرد واعلامه الهوجاء...
الطريقة التي ألقى بها المذيع تقريره كانت ابلغ تعبيراً من الشاشة الرسمية، فقد كان مهتزاً وهو يوجه التهديدات للشعب اليمني بالحرب الاهلية، ويصف المقاومين من ابناء شعبه بالدواعش والانفصاليين والمرتزقة ويلوح بتفتيت البلاد، واستخدام سلاح الحرب المذهبية للدفاع عن جماعة تواجه الانهيار على ايدي ابناء الشعب وبطريقة مهينة.
القادمون من صنعاء يصفون صعوبة الحالة المعيشية وانعدام الامن ويشكون انقطاع الكهرباء والماء نهار اما الليل فيصفونه بانة مسرح للجرام والسرقات والعمليات القتالية ويقولون في تهكم هذاء هو المن والسلوى الذي وعدنا به السيد قبل اسقاط صنعاء في 21 سبتمبر ايلول العام الماضي.
اليمن لن تتحول الى 'امارات اسلامية' مثلما توعد زعيم التمرد عبدالملك الحوثي، كما انها لن تتفتت الى دويلات ايضا، فأبناؤها المقاومون في مختلف المدن ابتداء من عدن في الجنوب وحتى صعدة في اقصى الشمال، يريدون اخراج اليمن من العصر الحجري الذي تعيشه حاليا، والانتقال بها الى عصور الحضارة والرقي، الى الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية، والتوزيع العادل للثروة، وفق خطط علمية حديثة تضعها في المكانة التي تستحق.' ' 'كنا نتمنى لو ان المخلوع صالح قضى معظم سنواته الاخيرة متنقلاً في عواصم الغرب، قد استخدم لغة حضارية في مغادرته اليمن. ، وكفئ الشعب اليمني سقوط مئات الشهداء، فهؤلاء ابناء اليمن اولا واخيراً، او شدد على ضرورة الاحتكام للعقل وليس السلاح مثلما قال، ولكنه لم يفعل، نقولها بكل أسف...
لجوء المخلوع صالح الى قواته المرتزقة للدفاع عن وجوده في السلطة ليس جديدا، فقد استعان بهؤلاء عندما احتلت قواته عدن ومدن الجنوب صيف العام 1994
.وانقلب على مشروع دولة الوحدة التي كانت بدايتها نموذج يحتذى به .
الشعب اليمني يستحق الحرية بعد اكثر من 33 عاماً من حكم ديكتاتوري حرمه من ابسط حقوقه، وحول بلاده الى حقل تجارب لمختلف النظريات السياسية المتناقضة، ابتداء من القومية العربية التي ادعاها وثم الرأسمالية المنفلتة وانتهاء الى حكم اللجان الثورية حسب نموذج ملالي طهران، وكان الفساد هو القاسم المشترك لجميعها.
هذه التحركات الجماعية التي نراها من قبل كبار رجال الدولة وعلى رأسهم نائب الرئيس دولة رئيس الوزراء خالد بحاح تؤكد على اصالة الشعب اليمني، ورفضه للظلم، مثلما تؤكد على عزمه وشجاعته في مواجهة مليشيات ومخلوع متجبر متغطرس
فكيف تستمر هذه المليشيا في ظل غياب العدالة، وسقوط المئات من الشهداء بالرصاص الحي، وشظايا قذائف الار .بي. جيه؟
العالم بأسره يجب ان يتدخل، وبأقصى سرعة ممكنة، لإنقاذ الابرياء اليمنيين من حمام الدماء الذي اعده المخلوع لهم، وعمليات القتل الشرسة التي تستهدفهم في وضح النهار بعيداً عن الكاميرات ووسائل الاعلام البديلة....
فمثلما تدخل العالم لوقف المجازر في رواندا، وفرض الحماية على المناطق الكردية في شمال العراق، وارسل قوات لحقن الدماء في دارفور وفعل ذلك في مختلف المدن الليبية فانة مطالب بفعل الشي نفسة لحماية الشعب اليمني الذي لم يعرف الا الفقر والجوع والتشريد طوال حكم المخلوع صالح...
.ولان الاوضاع في اليمن اكثر سوءاً، وشعبها الاكثر معاناة في ظل نظام مليشيا قمعي، فان فرص نجاح المقاومة فيها اكبر بكثير.. الشعب اليمني صبر طويلاً، وتحمل الكثير من المعاناة، ولكنه صبر الجمال، وعندما يثور لا تتوقف ثورته حتى يحقق جميع مطالبه. ومثلما انتصرت ثورة الشعوب ضد الطغاة ، ستنتصر ثورة الشعب اليمني في نهاية المطاف. لأنها الثورة الحقيقية في بلاد كانت سعيدة وليس لها من اسمها نصيب...
الشعب اليمني الذي قهر الاستعمار الانجليزي جنوبا والاستعمار التركي شمالا وهو الاشرس من بين اقرانه في القمع والقتل، سيقهر قطعاً من يريدون اذلاله واهانته وتحطيم كرامته، وتبديد ثرواته، فقد طفح الكيل ولحظة الخلاص باتت وشيكة.. بل وشيكة جدا...ً
المخلوع الذي طالب الرئيس الشرعي بالرحيل الى جيبوتي وخوض خليج عدن بحرا حيث الامواج العالية، لماذا لا يبادر هو بتطبيق نصائحه هذه ويبدأ بنفسه، ويقرر اللجوء الى اي دولة تستضيفه، واسرته، حقناً للدماء، وحفاظاً على اليمن التي طالما تغنى بحبه واخلاصه لها......
*روضة الجيزاني اعلامية سعودية ...