.
بقلم : محمد سعيد باوزير
.
كان الطفل الرضيع في احدى غرف بيت أسرته قبل اقتحامه من قبل الصهاينة المستوطنين وإصابة أبيه وأمه ونجو إخوانه وكانت إصابةُ أمه إصابةً بالغة ، بينما الطفل علي الغرابشه ظل يحترق ويحترق ويصيح في زوايا البيت ، ولكن لم تجدِ صرخاته البريئة في إنقاذه ، وفرَّ الصهاينة بعد ارتكابهم هذه الجريمة الإرهابية البشعة ، وكتبوا على الجدران عبارات عنصرية مثل "الانتقام" و "تدفيع الثمن" .
.
.
وهذا الفعل الشنيع ليس غريبا على هؤلاء الصهاينة الذين امتلأت قلوبهم حقدا على المسلمين ، وتختلف جرائمهم والفعل واحد هو القتل سواء كان بالحريق كما فعلوا بهذا الطفل الرضيع ،أو بالطائرات وتهديم المنازل فوق ساكنيها ، أو بالرشاشات والأسلحة المختلفة ، أو بالاختناقات برمي القنابل المسيلة للدموع ، وبقتل الأبرياء والأطفال والشيوخ والعجائز ، واستهداف سيارات إسعاف الجرحى والمرضى.
.
.
واشتعلتْ موجةٌ من الغضب الشعبي في نابلس بالضفة الغربية بعد استشهاد الطفل الرضيع ، وحُمِلَ على الأكتاف في كفن أبيض وجسمه محترق بلون السواد الذي أخفى بياض براءته وطفولته ، وشددت قوات الاحتلال الصهيوني حراستها تحسبا لردة الفعل ، واستنكرت حركة المقاومة الفلسطينية حماس وطالبت بالأفعال قبل الأقوال ، وبإشعال فتيل المقاومة والرد بقوة وحملت اسرائيل المسؤولية .
.
.
كما تتابعت الاستنكارات الدولية والعربية لإستشهاده ، ولكن هل تنفع الإدانات إذ لم يتحول الى عمل لطرد الاحتلال الصهيوني الغاصب من فلسطين ، وسحب السفراء من اسرائيل ، والمطالبة بمحاسبة مرتكبي الجريمة وتقديمهم للعدالة ، وعلى مدعي الديمقراطية استنكار هذه الجريمة ، لماذا لا نسمع صوتهم ورؤية كتاباتهم في التنديد بجرائم الصهاينة وبمناهجهم ومدارسهم التي تدعو للإرهاب؟!
.
.
لقد فشلت مفاوضات السلام في إرجاع حقوق الشعب الفلسطيني ، وعودة الأقصى الى حضن مقدسات المسلمين . هؤلاء الصهاينة لا ينفع معهم إلا صوت الرصاص وعين القصاص ، وعلى المسلمين وخاصة العلماء والدعاة والإعلاميين التحذير من خطر الصهاينة ودورهم في تفريق صفوف المسلمين عبر عملائهم صهاينة العرب وذلك لكي يخلو لهم الجو في السيطرة على مقدسات المسلمين وأراضيهم .
.
.
الصهاينة يقومون سراً بدعم وتأييد المليشيات الرافضية الشيعية في كل مكان لكي ينسى المسلمون المسجد الأقصى ويشتغلون بهمومهم ومشاكلهم التي يزرعها الروافض مع النصارى في أفغانستان والعراق و والأحواز وسوريا و اليمن ، ولا ننسى الدور الكبير الذي فعله الصهاينة والروافض في دعم الانقلاب العسكري المصري في مصر والإطاحة بمرسي بسبب دعمه للمقاومة الفلسطينية والثورة السورية .