عباس الضالعي
الفرحة العامة بالانتصار الذي تحقق اليوم في العند كمنجز وطني هام على طريق استعادة الدولة من المليشيا الارهابية التي استولت على الدولة ومؤسساتها في فترة خمول الدولة ومؤسساتها الشرعية .. هذه الفرحة العامة والانبساط الشعبي ناتج عن مدى المعاناة والقهر الذي لحق بالمواطن في كل المحافظات ، من قهر وبطش ونهب وقتل وتفجير وسرق التي مارستها مليشيا الحوثي والمخلوع الارهابية خلال فترة بسطها على الدولة .. مليشيا الحوثي والمخلوع عبارة عن مشروع موت متكامل الاركان على مختلف الجوانب ، ولم تقدم بادرة واحدة تتعلق بالحياة .. لابترول، لا ماء، لاكهرباء، لا غذاء ، لا دواء ، لا وسائل حياة ، انعدمت كل وسائل الحياة وتوفر الموت والقتل بكل اشكاله وانواعه .. تحرير العند وقبله مدينة عدن هو بداية الطريق لانجاز سلسلة من الانتصارات الوطنية على ايدي الجيش الوطني والمقاومة اليمنية ، وان العند محطة للانطلاق نحو تحرير باقي المحافظات .. تحرير تعز من السيطرة الحوثية ستكون بمثابة انفراط عقد المسبحة ، وستنهار المليشيا بشكل سريع وغير متوقع ، وتتحول المعركة الى صنعاء وهي المعركة الفاصلة والحاسمة .. المؤكد ان المليشيا الارهابية ستفر الى جبال ومناطق صعده وبالتأكيد فإن القادة العسكريين مستوعبين هذا الامر وان لديهم مخططاتهم لمواجهة ذلك ، مايهم الشعب كله هو التخلص من هذه الكابوس وتجفيف منابع تواجده .. لن تستقر اليمن بشكل كامل الا بتجريد هذه المليشيا من الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ، وان سحب السلاح يجب ان يكون هو الهدف الوطني لضمان الامن والاستقرار والانطلاق باليمن نحو المستقبل والبناء ، وبدون تجريد وسحب اسلحة المليشيا فهذا يعني ان اليمن مع موعد جولات من الفوضى وعدم الاستقرار .. المواقف التي تدعوا بضرورة اشراك هذه المليشيا في المرحلة القادمة هي مواقف مشبوهة ، لانه لايمكن ان تكون مليشيا الموت والنهب والقتل ان تكون جزء من المستقبل .. يجب اخضاع هذه المليشيا لفترة زمنية لاتقل عن عشر سنوات لاختبار نواياها واصلاح سلوكها كي تثبت وطنيتها ، من خلال ممارسات عملية تثبت من خلالها التزاما بالعيش المشترك والالتزام بالدستور والقانون .. قضية تقديم قيادات هذه المليشيا للعدالة يجب ان يكون اولوية وطنية للدولة الجديدة ، وبدون تطبيق العدالة بحق هؤلاء المجرمين فإن اليمن على موعد آخر ومستقبلي لجماعة او جماعات اخرى تحمل جينات الارهاب والفوضى ، العدالة هي العلاج الوقائي الوحيد لتحصين اليمن ومؤسسات الدولة من اي امراض واي افكار وطموحات تشبه طموحات هذه المليشيا .. بناء الدولة المدنية يتطلب ان يكون السلاح بمختلف انواعه ملكا حصريا للدولة من خلال جيش وامن وطنيين ، خالي من المناطقية والفئوية والايدلوجيا السياسية ، وهذه هي الركيزة الاساسية للدولة المدنية ، اصافة الى العدالة والديمقراطية وضمان ممارسة التداول السلمي للسلطة عبر صندوق الانتخابات .. معركة تحرير اليمن لن تكون هي اخر المعارك ، وهناك معارك اكثر اهمية ، معركة اعادة البناء وبناء مؤسسات الدولة وترميم االشرخ الاجتماعي الذي تسببت به مليشيا الارهاب الحوثية والمخلوع ، التي عملت على تنمية العنصرية والمناطقية والمذهبية وعملت على تعميق الخلافات والصراعات بإعتبار ذلك واحدة من مقومات بقاء تلك المليشيات .. اخيرا .. هناك فرصة امام المخدوعين والمغرر بهم من المناصرين للمليشيا بأن يلتحقوا بموكب التحرير ويكفروا عن اخطائهم وتصرفاتهم ، وفرصة مماثلة لكل الاباء الذين ارسلوا ابنائهم واطفالهم للقتال مع المليشيا ، وفرصة امام اخواننا بني هاشم لاعلان موقف وطني واضح بالتخلي عن هذه المليشيا، وعليهم ان يعرفوا انهم الخاسر الاكبر بسبب تصدرهم للمشهد الداعم للمليشيا ، وان يعرفوا انهم خرقوا قاعدة التعايش والعيش بسلام .. ملاحظة اخيرة .. علي دول التحالف وخاصة المملكة العربية السعودية ان تعرف جيدا ان التهميش لليمن خلال الفترة الماضية وتركه تحت المعاناة والفقر كان دافعا اساسيا لدخول ايران ، واستغلت ظروف الناس المعيشية الصعبة ، وعليهم ان يعرفوا والى هذه اللحظة ان المليشيا الحوثية والمخلوع استغلوا حالة الحاجة والفقر وحولوه الى سلاح لخدمتهم ، وان الفقر والحاجة والبطالة هي التي دفعت بالشباب الى احضان الحوثي والمخلوع وهذا مايجب الانتباه له ومعالجته وفق برامج عملية .. مبروك للشعب اليمني واحراره وقواه الحية هذه الانتصارات ومبروك للرئيس هادي الذي كفر عن اخطائه السابقة .. الرئيس هادي وعد برفع العلم اليمني على جبال مران وهذا اصبح وعدا يقترب من التحقيق نتيجة الدعم الخليجي بعد ادراكهم بالخطر الايراني