راكــان الجُــبَيحي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يبدوا ان المقاومة الشعبية بتعز استكملت مهمتها الأساسية في تفتيت الترسانة العسكرية الجبارة التي كانت بحوزة مليشيا الحوثي وصالح في تمزيق تعز والوطن بأكمله.. وحطت رحالها في فضاء التقدم ، وطرقت باب الحسم ، والتعامل بحزم مع جحافل التمرد.. والتمكن من تحقيق النصر وإنهاء المعركة بأقرب وقت ممكن .
تريد مليشيا الحوثي وصالح وبعد ما استشعروا خطورة وضعهم في تعز.. بطبيعة التراجع والخسائر والدروس النوعية التي يتلقونها من أبناء المدينة.. إنهاء معركة تعز بأي شكل من الأشكال.. كما تريد تعز الالتحاق بجارتها عدن. في تباشير الخير .. والتذوق اللذيذ بنكهة النصر.. في التغلب الكامل على مليشيا الحوثي وصالح.. والركب على قافلة الفرح نحو بناء الدولة الجديدة الذي ينشدها الجميع في إطار العدل والمساوة والحقوق والحريات والسلم الاجتماعي.
لقد اتخذت المقاومة الشعبية بتعز قرارها البطولي منذ البداية.. في الدفاع عن المدينة ، وعدم الخضوع والإذلال.. مهما كانت الخسائر والتضحيات.. وها هي في طريقها بإنهاء مسرحية الكر والفر التي كانت تستعرضها امام مليشيا الحوثي وصالح على خشبة القتال .. وكان الهدف منها تسلية المتمردين.. والحصول على بعض القهقهات ، والضحكات وهم يستنزفون قوتهم وينهكون أجسادهم .
دخلت المقاومة الشعبية آفقاً محورية.. ومرحلة جديدة من مراحلها الحتمية المصيرية في تحديد الرؤيا التصورية للعمل على حسم المعركة.. والانتقال من خط الدفاع الى الهجوم. والتحول نحو مسار الحسم الوشيك .. الذي بدأ إطلاله يشع ، وبدأت خيوطه تبزغ بالأفق .
منذ دخول تعز عتبة المقاومة.. وجماعة الحوثي وصالح يتكبدون خسائر فادحة بشرية ومادية وعسكرية بصورة يومية.. البعض يتم الإعلان عنها.. عبر إعلام المقاومة . والبعض الآخر بحكم عدم الحصول على التوثيق والتحقيق الكامل يصعب قوله.. لكن الجدّي بالموضوع ان المقاومة حققت هدفها الأساسي في تفتيت قوة المليشيات وحرق أوراق تواجدهم.. والعمل على إعادة مسار التوحد نحو مشارف الدولة الشرعية.. وتطبيع الأمن والاستقرار الذي يسعى لأجله الجميع .
لا ندع مجال للشك هنا بنية وتداعيات المقاومة على أن لغات النصر تتباين بين لحظة وأخرى طوال الفترة السابقة.. لكننا نجزم بأن هناك بارقة أمل تفوح من روح تعز ومقاومتها.. وهي في طريقها بان تضيء هلال النصر في كبد سماء تعز والوطن بأكمله .
ان المقاومة أصبحت على أعتاب السيطرة الكاملة على المدينة.. بعد وصولهم الى "العروس" أعلى جبل صبر الموقع الأهم والمطل على المدينة.. وأيضاً فتح جبهة في الحوبان. الذي يتم من خلالها التمويل الكامل لجحافل التمرد القادمة من صنعاء وغيرها .
أصبحت تعز.. تطلق من بين حديثها لغات الابتهال ، وعلى وجناتها أوراق النصر.. وبين بسماتها لُعاب الاستبشار بالقادم الجميل الذي يحمل تداعياته المستشرقة بالأمل .
أصبحت تعز.. تزف بشرى الحسم ، والانتصار ، وترفع ثنائيي النصر او الاستشهاد .. وتحوم من حولها حدائق الكفاح والنضال . في سبيل الدفاع عن تعز ممن أرادوا العبث بها وتجريعها كأس الذل الخراب والدمار .
أصبحت تعز تزغرط وتطرب فرحاً ،، وتتعالى شامخاً في الآفاق.. وهي واقفاً بصمودها على مشارف التحرير.. بانتظار ان تشرق فجر الأمل.. وتنشد العصافير بأصوات الفرح ،، وتبزغ شمس الضحى.. لتكوي لهيب ناراً اشعلتها جحافل التمرد.. وتبرد قلوب شعباً.. احترقت بحميم الظلم والتعنت .
هكذا ستصبح تعز. وعلى خطاه ستتمكن من الالتحاق بجارتها عدن.. وهو ما تسعى لأجله المقاومة خلال هذه الأيام لإحداث فوارق جوهرية في مسار المعركة الفاصلة التي ستمنحنا فوز وانتصار.. نتذوق طعمهما وحلاوتهما طيلة الزمن .!!
راكان عبدالباسط الجُــبَيحي
كاتب صحفي- يمني