..
هل تغير مسار التاربخ وتسلسل احداثة؟!..
كانت عدن مقودة لكنها اليوم قائدة .. كانت تستقبل لكنها اليوم ترسل.. وتحولت من موقع العربات اللاحقة الى المربع الاول في رأس المقطورة تقود كل المرحلة وترسم المسار القادم..
عدن تكسر الصورة السلبية عنها في ذهن من يعرفها.. عدن تقدم المفاجئات وتستحوذ على دائرة الاهتمام محليا واقليميا ودوليا دون منافس.
شبابها المعجونيبن بطين تربتها وهواء شطئانها وحدهم تصدوا للعدوان حين فر الجميع ورسموا ملاحم ستتحدث عنها الاجيال لمائة سنة قادمة ..حين جد الجد ودهم الخطب وانكشفت عدن بلا امن بلا جيش بلا لجان بلا سلطة.
وحدهم شبابها الحفاة برزوا من (حوافيها ) واحيائها ليخوضوا معارك شوارع وكر وفر لم يستعدوا لها او دار في خلد امهاتهم يوم ولدتهم انهم سيقفون هذا الموقف النادر في التاريخ..
حينها وقف العالم مذهولا وهو يرقب بطولات (عيال اندكو وشباب التنمبل )وهم يعقرون جيش المخلوع واجهزته المدربة طيلة نصف قرن وهم يكسرون الميليشيا المتسلحة بعشرة حروب والمدعومة من طهران ..
في اسبوع واحد تحركت الميليشيا من صنعاء واجتاحت كل مافي طريقها من مدن ومحافظات واقتحمت العند العنيد في اقل من ٤٨ ساعة .
وعلى النقيض من ذلك مرت اشهر الحرب الاربعة وشباب عدن يحرسون ٥٠٪من محافظتهم لم تدسها اقدام الغازي بل ومرغوا انفه في النصف الاخر.
اين المؤرخون والاحصائيون ليدونوا لنا وللمستقبل بطولات اشبه بالخيال سطرها رجال عدن في شوارع خور مكسر و كورنيش ساحل ابين وجولة الثقافة والمطار .. في مداخل كربتر والقطيع وشعب العيدروس.. في المعلا وشارع مدرم وفي محيط دار سعد والتقنية والبريقة ورأس عمران ومزارع جعولة وغيرها كثير...
هذه تفاصيل كثيفة لايمكنني الاحاطة بها هنا وشخصبا لا اجيد الاحصاء واتوه في التفاصيل ..
انا مهتم ومولع بالاجماليات وبالصور المكتملة.. والصورة المكتملة عندي ان عدن تحررت اولا قبل غيرها وهذه سابقة في تاريخ المدينة وعلاقتها بالجغرافيا المحيطة.. فيما الحدث الاهم ان عدن حاليا تتولى مهمة نحرير لحج ثم ابين وشبوة وتعز وهلم جر..
قد يقول قائل لكن الضالع تصدرت اولا وصنعت اول انتصار نوعي وانا اقول ان الضالع نفسها تقر بريادة عدن وبكونها مركز التأثير والثقل ونصر الضالع يتيم من دون عدن .
انتصار الضالع لم يفك عنها الحصار الا بعد ان تحركت عدن وطهرت لحج ووصلت مجنزرات التحرير شارع الحبيلين وقرعت بوابة الضالع بحماس مخاطبة اهلها : الان يمكنكم ان تخرجوا ايها الابطال من الحصار فقد اصبح الطريق سالكا جنوبا فأهلا وسهلا بكم امنين مطمئنيبن...
حدث هذا بعد معركة فاصلة عنوانها استرداد العند ولكم ان تلاحظوا هذه المفارقة.. شيدت القاعدة العريقة لدفع الخطر عن عدن لكن قواعد الحرب تغيرت في الزمن الجديد لنشهد عدن وهي تحرر العند وتصنع يومه الاغر..
اجمالا عدن حققت ثلاثة اهداف بضربة واحدة حررت نفسها اولا وتقوم بهمام تحرير غيرها ثانيا واخيرا تحررت من هيمنة محيطها ولم يعد لهذا المحيط فضل عليها بل لها الفضل عليه وعلى ما هو ابعد منه .. لم تعد عدن كما كانت مفعولا به في محل نصب وانما هي اليوم فاعل مرفوع بالظمة الظاهرة حتى وهي اسم ممنوع من الصرف...
بقلم:عبدالرقيب الهدياني