بثت قناة المسيرة الحوثية ماقالت انه تسجيل للواء علي محسن الاحمر في احدى محاضراته عندما كان قائدا للفرقة الاولى مدرع ، تحدث فيها عن موقف المملكة من ثورة 26 سبتمبر ومن حرب الانفصال عام 94م ومن بعض القضايا الاخرى محليا ودوليا بما فيها النظام العالمي الجديد وعلاقة السعودية بأمريكا .
الحوثيون يعتقدون انهم قد حصلوا على كنز عظيم سيقلب الطاولة لصالحهم وكأنهم يتعاملون مع مبخوت المشرقي او مع امثاله غير مدركين انهم يتعاملون مع ملوك يسوسون الدنيا ويقودون الامة هذه الايام امام الزحف الصفوي في جزيرة العرب .
فشتان ما بين كلام محسن عن المملكة وبين قائد المسيرة الاجرامية واتباعه عنها حتى في نقد محسن للمملكة كان يطلق عليها المملكة العربية السعودية وهو الاسم الطبيعي لها وليس مملكة ال سلول كما يقولها السيئ ويأمر اتباعه بترديدها .
لم يدخل محسن في الاعراض كما يصنعون هم في اعلامهم المنحط ، هناك فرق ايها الاطفال بين تفكير الملوك وفتيان الكهوف، في الثلاثينات من القرن الماضي ارسل الامام يحي الامير عبد الله الوزير الى المملكة بخصوص المواجهات بين اليمن والسعودية واثناء ذلك ارسل ابنه احمد حميد الدين ثلاثة من أبناء حاضر في سنحان بغرض اغتيال الملك عبد العزيز وهجموا عليه فعلا اثناء الطواف حول الكعبة ولكن العملية فشلت وجرح ابنه سعود وتم صلب الثلاثة الاشقياء خارج الحرم ، وبعد سنوات قليلة قامت ثورة 48م ضد الامام يحي في صنعاء بقيادة عبد الله الوزير والشيئ الطبيعي هنا هو وقوف السعودية مع الوزير ضد ولي العهد احمد كنوع من الانتقام ولكن داهية الجزيرة رفض الاعتراف بشرعية حكومة الوزير لان المصلحة القومية للسعودية تقتضي ذلك من وجهة نظره رغم ان ولي العهد احمد كان كذلك قائد الجيش اليمني في الحرب مع السعودية . .
اظهر التسجيل ان اللواء علي محسن يحذر من النظام الدولي الجديد بقيادة امريكا وهو ما يرفضه كذلك سلمان العرب في الوقت الحالي ، ومعه الكثير من زعماء العرب ولكن من دون ترديد الصرخة، في الحرب الخامسة من حروب صعدة سرب مسؤول كبير نقاش حاد جرى بين الرئيس السابق واللواء علي محسن حول سير المعركة حيث ان الاخير صرخ بصوت مرتفع قائلا يا فندم مهما اختلفنا معها تظل الرياض هي عمقنا وليست طهران عندها رد عليه الرجل وقال: قلي قدك وهابي ..
الايرانيون واتباعهم كانوا ومازالوا ينظرون الى علي محسن انه احد العقبات الكبرى امام مشروعهم في اليمن حتى وهو خارج البلاد لمعرفتهم بنفوذه القوي داخل البلاد لذلك لاهم لهم الا كيفية ابعاده عن المشهد بكافة السبل يشاركهم في ذلك فصيل ايران في الحراك الجنوبي وبعض الاغبياء داخل السلطة من اصحاب النظرة الضيقة ومعهم ايضا الكثير من انصار عفاش وليس كلهم ..
تفكير الدول غير تفكيركم والا ما كانت الامارات تستضيف احمد علي قائد الحرس واخوانه بينما طائراتها تقصف افراد الحرس في اليمن نتيجة غيهم وخروجهم عن الشرعية واصبحوا حرس الحوثي وليس الحرس الجمهوري .
الواضح من خلال كلام اللواء علي محسن وشكله ان ذلك كان في منتصف التسعينات بعد حرب الانفصال والشئ الذي لا بد ان يعرفه فتيان الكهوف وقد يسبب لهم صدمة كبيرة هو ان كلام اللواء محسن امام الضباط والذي نشرته قناة المسيرة حديثا كان قد وصل الى الرياض قبل عشرين عام وربما بعد خروج اللواء من الصالة بساعات فالجميع يعرف النفوذ السعودي في اليمن حتى احاديث الرئيس السابق عن المملكة امام اصحابة في مجلس القات كان يصل الى الرياض بعد ان يذبل القات مباشرة ان لم يكن قبل ذلك .
الغريب ان هؤلا الاطفال ومن يقف خلفهم لم يستوعبوا بعد اننا نعيش عصر سلمان العرب وعصر محمد بن نايف ، عصر عاصفة الحزم العربية ولو كان تفكير ال سعود مثل تفكير عائلة الحوثي ربما انهم الان يتنازعون مع غيرهم على مدينة الدرعية وليس ملوك لدولة مساحتها اثنين مليون ومئتي الف كيلو متر مربع ويتطلعون الى قيادة الامة العربية بمشروعها الاسلامي ...
العبوا غيرها اننا في عصر سلمان يا غجر!!
