ماذا يعني هذا ؟
- ماذا يعني ان تكون النسبة العظمى من المقاومة الجنوبية التي شاركت بفعالية في الثورة الجنوبية وبالذات في حرب الدفاع عن الجنوب الاخيرة هم من جيل ما بعد عام 1990م,أو جيل الوحدة الخالي من العقد بحسب ما دأب الرئيس المنصرف علي عبدالله صالح ونظامه الغازي منذ عام 1990م على تضليل العوام من الناس في الشمال و في الإقليمين العربي والدولي؟.
-ماذا يعني ان يخلو الجنوب من مواطني الشمال منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب في 26 مارس الماضي ,ويخلو الشمال من ذلك اليوم من أي مواطن جنوبي -إلا رقم بسيط جدا-؟
-ماذا يعني ان يلزم الشماليون وبالأخص الذين يقاتلون قوات علي صالح والحوثي حدود 1990م ولم يفكروا التوجه لمحاربتهم خارج نطاق جغرافية الشمال أو حتى التفكير بالانضمام الى المقاومة الجنوبية التي كانت مشتعلة حينها في عدن والضالع مثلا؟. وماذا يعني بالمقابل ان يلزم الجنوبيون ذات الحدود وهم يقاتلون نفس الخصم؟. فمع ان الجنوبيين والشماليين, وبالذات الساخطين على قوات الحوثي وصالح قد جمعهم نفس الخصم والهدف مع الجنوبيين إلا ان كل طرف لزم حدوده التاريخية ؟.
الاسباب كثيرة أهما الشعور لدى كل من الشمال والجنوب بعدم الاطمئنان للآخر وغياب الشعور بالانتماء لوطن واحد بعد ان سالت دماء وازهقت ارواح وصودرت أملاك وانتهك حريات ليس فقط في هذه الحرب وان كانت هي الاكثر شارية ولكن منذ ظهيرة الغز الشهير في 1994م, والمسببين لمثل هذ الشعور يعرفهم الجميع ويعرف من كان يذبح الوحدة باسم الوحدة, يذبحها ويمعن في ذبحها حتى داخت سكاكينه وسواطيره وثملت سُـكراً ونشوة من دماء الجنوبين منذ عقدين من الزمان وأكثر.
ويعرف الشمال قبل الجنوب بان اكذوبة الوطن الواحدة قد ذرتها الرياح مع دخان قذائف الكاتيوشا فوق أحياء المنصورة ودار سعد وعصفت بها نيران العدوان الذي ظل يأخذ له اشكالا واساليب متنوعة منذ 94م الى يوم8/8/ 2015م. كما ويعرف هذا الشمال- وحين نقول الشمال نقصد قواه العسكرية والقبلية والحزبية وقوى اسلامه السياسي- ان الجنوب فلم يعد منكسرا ممزقا ومهنوك القوى ومتثاقل الخطوات كما كان بالأمس,كما لم يعد الشمال اليوم يتملك تلك السطوة والقوة تجاه الجنوب بعد ان وهنت مراكز قواه وتآكلت تورسها وصدأت ماكناتها وفقا لنواميس الكون المتغيرة.
أليست هذه الشواهد والدلائل وغيرها هي استفتاءً شعبيا صريحا فصيحا ,قاطع للشك بالقين عن دفن جثمان الوحدة اليمنية بعد ان ظل مسجى في ثلاجة عناد القوى الشمالية ونفاق بعض الجنوبيين المترزقين على موائد اللؤم الوحدوي عشرين عاما.بعد ان ران على قلوبهم صدأ الكِــبر و غبار التعالي, وغطت أعينهم غشاوة الغرور والتعجرف.
كما وأن هذا الاستفتاء القاطع المانع يعد بكل وضوح رسالة صريحة العبارات واضحة الكلمات جلية المعاني لمن قد يحاولوا غدا ان يستنسخوا (وحدة دوللي)بثوب الاقلمة المريب أو يلتفوا من الباب الخلفي على تضحيات الشعب وانتصاراته, رسالة ملخصها ان عهد الخداع ومواسم الحذلقة السياسية والاستيطان في المنطقة الرمادية والدائرة الضبابية الى ما لانهاية, وزمن قلب الحقائق وتزييف إرادة الشعب الجنوبي قد ذهب الى خلف الشمس غير مأسوفا عليه, وأن عليهم بعد كل هذا ان يكفوا عن شيطنتهم المعهودة بعد ان يتمعنوا بعمق معاني ودلالات هذا الاستفتاء الشعبي التلقائي الذي وأن لم يكن الجنوب بحاجة الى اثبات رفضه لهذه الوحدة القهرية إلا ان القدر أبى إلا أن يكون الأمر كذلك, وأن يقف هؤلاء أمام أسبابه ونتائجه وسبل التعاطي المنطقي مع وقائع اليوم ويكفوا عن محاولاتهم البائسة اليائسة لإدخال الجنوب جولة جديدة من العناء والمكابدة الوحدوية من خلالهم ومن خلال أدواتهم الجديدة القديمة بالجنوب. وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ.