مهما يكن، أياً كان حجم الحرائق، حتى لو سمموا كل أنهار بلدنا
هذا البلد، اليمن، لن يختفي من الوجود. ولا نملك غيره.
وعلينا إصلاحه وجعله آمناً وحراً وملكاً لكل أهله بالعدل.
ستنتهي العصابات ويبقى الشعب
ستخمد كل الحرائق وتستمر الأرض والنهر ومواسم الحصاد
بعد عشرة أعوام سيكون صالح قد أصبح في عداد الموتى
وستكون مئات المدارس والمصانع والجامعات قد بنيت وفتحت أبوابها
ستختفي القاعدة ويعود السواح
ستختفي الصرخة وتعود قصيدة النثر
مهما يكن فإن الحياة ستستمر، والعماء سيموت. سيموت العماء عندما يتقدم به السن.
ثمة أمثولة فنية صينية من القرن الثالث الميلادي لفيلسوف التاو الشهير تشوانغ تسي:
كان أصدقاء الفوضى يدينون لها بالكثير من منجزاتهم. في يوم اجتمعوا وقرروا أن يردوا لها الجميل. لاحظوا أن الفوضى لا تملك أعضاء للحس تميز بها العالم الخارجي. وهكذا منحوها العينين في اليوم الأول، الأنف في اليوم الثاني،وخلال أسبوع كانوا قد أتموا تحويل الفوضى إلى شخص ذي حواس مثلهم.
وبينما هم يحتفلون بهذا النجاح .. ماتت الفوضى.
هاهم أصدقاء الفوضى يحتفلون وقد نجحوا في تحويل "الفوضى" إلى زعيم، ولكن ذلك سينتهي. سينتهي كل ذلك.
الحياة لا تسقط ولا تفر.