عندما تجاور الاصلاحيون وكنيسة كريتر ورتلوا آيات الحب والسلام.
مع اندلاع الربيع اليمني في ٢٠١١م كانت ساحة البنوك وسط شارع اروى بكريتر واحدة من اهم عناوينه الخصيبة..
وفيها احتشد الثوار الاصلاحيون بالالاف لسنوات ملاصقين للكنيسة الكاثولوكية التي تقع في مقدمة الساحة وقبلتها... تعايش الاصلاحيون والاصلاحيات مع كنيسة القديس سانت جوزيف كجيران رتلوا معا آيات الحب والسلام .. هتفوا لقيم الخير وهاجموا الشر والطغيان .. مجدوا الرب في السماء وغنوا للارض والانسان.. ....
أيها التاريخ سجل في صفحاتك البيضاء بأحرف من نور : هنا وقف الاصلاحيون صامدين .. احتشدوا منتظمين.. ثاروا ناعمين .. هتفوا صاخبين.. وصلوا خاشعين...
عاشت الكنيسة معهم في سلام واستأنست بهم وبأصواتهم اكثر من ٢٤ شهرا.. فكلاهما الاصلاحيون والكنيسة يتعبدان الرب بقيم سمحاء وفضائل تتوافق عليها البشرية وينشدان مجتمعات تنعم بالسعادة وترفل بالرخاء ...
حفظوا لحرم الكنسية قدسيتها ومنهجها الذي تدين به على مر الزمان منذ تم بناءها في ١٨٥٥م و لم يكتبوا على جدران سورها شعارا او لافتة او ملصقا كما فعل غيرهم من نفس المدينة ..
حتى الشارع الرئيس والطريق العام المجاور للساحة المكتضة بالحشود الثائرة عاش هو الاخر في امان ولم تسجل حادثة تقطع واحدة او تعطيل للمارة بشهادة صحف مستقلة في عدن....
لايوجد مترس او خندق او معتقل للتعذيب او محل تشليح ومنهوبات كما حصل في شوارع وساحات عدنية اخرى قيل انها ثائرة وتنشد الحرية والكرامة ...
اليوم استهدفت الكنيسة بحريق من متطرفين وشوهدت السنة اللهب والدخان يتصاعدان في سماء حي البادري...
يا هؤلاء مدننا وشوارعنا وبيوتنا الغارقة في الظلام تحتاج من يمدها بالنور ولا يحرقها بالنار.....
عبدالرقيب الهدياني