حادثة منى.. قراءة بهدوء

2015/09/26 الساعة 02:18 مساءً
عبدالرحمن المرشد تبذل المملكة العربية السعودية جهودًا كبيرة لخدمة حجاج بيت الله وتنفق ملايين الريالات للسهر على راحتهم وطمأنينتهم، ولا ترجو بذلك منة من أحد بل هو شرف تعتز به هذه الدولة التي خصها الله عز وجل بهذه المهمة الجليلة، وهذا ما درجت عليه المملكة منذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ وسار عليه أبناؤه الملوك من بعده وصولاً لهذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ــ حفظهم الله ــ . التطوير في أعمال الحج ومستوى الخدمات المقدمة لهم مستمر بشكل سنوي ولا يتوقف، بل إن المملكة تبحث عن أحدث التقنيات وأندرها الموجودة في العالم لتوظيفها في خدمة الحجيج وحققت ولله الحمد نجاحًا كبيرًا يفوق الوصف في التحكم والسيطرة على الحشود المليونية التي تتجمع في هذا المكان المحدود والوقت المعلوم دون أي حوادث تُذكر، إلا ما ندر وهذه الحوادث التي تقع في حكم الشاذ لأنها ولله الفضل والمنة قليلة جدًا إذا ما تم قياسها بمستوى النجاحات التي تتحقق، كما أن وقوع مثل هذه الحوادث لا يقلل بالتأكيد من مستوى الجهود الهائلة المبذولة والخدمات التي تقدم لحجاج بيت الله . عندما وقعت حادثة منى بدأت تنهق بعض الأصوات المسعورة والأقلام المأجورة والمغرضة الحاقدة، مشككة في مستوى الجهود التي تبذل وقلة كفاءتها وأنه بالإمكان تقديم الأفضل وغيره مما يتم إملاؤه عليهم وينطقون به وربما لا يفقهون أغلبه، المهم لديهم التعريض والتشكيك بالمملكة بأي طريقة كانت، أقول لهؤلاء إن بعض من أطلق العنان لأفواهكم لا يستطيع إدارة جمهور ملعب كرة قدم بل حتى جمهور لعبة كرة الطائرة أو التحكم في مسيرات لا تتجاوز العشرات فما بالك بحشود ضخمة في وقت محدد ومـكان صـغير يتـطلب قدرة هائـلة على التحكم والسيـطرة والتنـظيم والترتيب. أعتقد أن مـا حدث من حملة مسـعورة ــ كـانت تـريد أي شيء تتشـبث به ــ هو إفرازات لنجاح عاصفة الحزم التي جاءت عاصفة بكل المقاييس اجتثت من أمامها قاذورات الحوثي وخيانات المخلوع وأعادت الشرعية لليمن الشقيق متوجة هذا النجاح بوصول الرئيس هادي لعدن قبل أيام قليلة ومن بعدها بإذن الله العاصمة صنعاء. من الظواهر السلبية المصاحبة لحادثة منى تداول الكثير عبر الواتس صور المتوفين في الحادثة وربما يعلق عليها ــ بحسن نية ــ شاهد التدافع أو شاهد ماذا حدث أو منظر تقشعر له الأبدان للمتوفين وغيرها من تعليقات لا تنفع مطلقًا ومن المفترض الابتعاد عنها وعدم إعادة إرسالها . نعيش حاليًا عصر الإعلام الجديد وعلى رأسه تويتر ويجب علينا ألا نبقى سلبيين في الدفاع عن مملكتنا ولو بتغريدة للرد على المشككين والحاقدين.