ي اجتماع الحوثي أبو علي الحاكم بأولائك "البعض" في تعز راح يرسل إليهم رسائله، موحيا لهم أن حوار مسقط قادم وسيكتب لهم النجاة والشراكة المستقبلية في الحكم، ويقول لهم إن الذي لن يقف معنا اليوم ضد "العدوان السعودي" فسوف يخسر مستقبله معنا في السلطة.
إذا كنت ستعلن استسلامك معترفاً بالقرار 2216 وتذهب للحوار، ففي هذه الحالة لا تحتاج إلى من يقف معك في الحرب، لأنها ستتوقف، وإذا كنت ستستمر في حربك على الداخل وضد السعودية والإمارات فالمعنى أنه لا يوجد حوار ولا مستقبل لك أنت، فضلا عن أن تعد به غيرك!!
عندما نجح انقلاب الحوثيين وأخذوا السلطة تجاوزوا القلة من أبناء تعز الذين كانوا معهم أيام الشقاء والتضحيات، وأرسلوا إليهم حاكما اسمه "أبو شوارب"، واليوم وهم يغادرون السلطة نزل أبو علي إلى تعز لابسا على يده قفازا تعزيا "عبده الجندي"، ومجددا راح يقدم لهؤلاء الوعود بالشراكة المستقبلية في الدولة، فيما هم يرون السلطة تتسرب من يده تسرب الماء من الغربال، وأصبحوا مقتنعين أنه هو نفسه بلا مستقبل!!
وإذا كان هذا حال الحوثي وأبو علي الحاكم مع أولئك القلة من أنصاره الذين حصل على أسمائهم في شيك مُجيَّر من علي صالح، فكيف مع أبناء تعزالشرفاء!؟
رغم ذلك، أشعر بالقلق من نشاط أبو علي الحاكم في تعز، ليس بسبب ذكائه الذي تمكن به من الهرب من سجن البحث الجنائي في عمران، فالذي قام بتهريبه حينها هو علي صالح، وإنما أشعر بالقلق من نشاطه في تعز بسبب ذكائه الذي أثبت نجاحا باهرا في عدن والمحافظات الجنوبية!!!
• وفي اتجاه الطرف الآخر:
لا خوف على تعز من صواريخ ومدافع صالح والحوثي، لكن الحصار الذي يطبقونه عليها بلغ مبلغا يفوق الوصف بحكم سيطرتهم على المنافذ.
المعركة الآن معركة وقت، والتأخر عن تعز في هذا التوقيت الحساس له كل يوم كلفته، فكيف بما هو أسوأ من الوقوف والتأخر!؟
رغم عظمة الانتصارت االتي تتحقق في تعز، ورغم انكسارات الحوثيين الأخيرة في المخا وذباب وفي الوازعية وماوية، يجب النظر إلى اختراق الحوثيين للوازعية وماوية بأنه بحد ذاته مؤشر خطير.
ما لم نكبر إلى مستوى القضية فإن القضية ستصغر إلى مستوانا، وإذا لم ننظر إلى تعز باهتمام فإنها قد تنظر إلينا بذات العين وتعيدنا جميعا إلى نقطة الصفر!!
*توضيح معلومة من المحرر: الاجتماع المذكور عقد في العاصمة صنعاء بمشايخ وقيادات مؤتمرية من أبناء محافظة تعز الموالين لصالح والحوثي.