لا جديد في الرسائل التي وجهتها الحركة الحوثية والمؤتمر الشعبي العام للامين العام للأمم المتحدة، ومندوبه في الرياض لا يحمل في جعبته غير ما يريده الانقلاب ... فمازالوا ثابتين على موقفهم السابق، فالبنود السبعة التي قدمها جناحي الانقلاب سابقا التي تم رفضها من قبل الحكومة الشرعية مازالت هي المحدد الأساس التي يروها المدخل لتطبيق قرار مجلس الامن ويتم تسويقها باعتبار مدخل للسلام وهي في حقيقتها مدخل لإنجاز الانقلاب وتثبيته عبر قرار مجلس الامن بعد تنييعه.
هذه البنود هدفها الأساس إيقاف الحرب وتفكيك المقاومة الشعبية وايقاف تنامي قوة الجيش الوطني وإخراج التحالف العربي من دعم واسناد الشرعية، ثم اعادة بناء معركتهم الداخلية التصفوية.
تربط الحوثية وصالح تنفيذ قرار مجلس الامن بالبنود وهي شروط مسبقة لتطبيق القرار وهذا يلغي القرار ويفرغه من محتواه ويدمر بنوده كلها لصالح الانقلاب بل ان البنود لا تعترف بالشرعية وتلغيها ولا ترى الحكومة الا حكومة تصريف اعمل مما يجعل البنود أشبه بآلية تنفيذية لاعلانهم الانقلابي بل وشرعنته من خلال الامم المتحدة من خلال خلق وثائق بديله تؤدي الى جعل قرارات مجلس الامن بنود غير قابلة للعمل وان اشتغلت فمآلها نتيجة ربطها بالبنود السبعة إنجاز كل اهداف الانقلاب.
كما ان تركيزهم على ألغاء العقوبات ليست الا مقدمة لبناء حصانة لهم وحمايتهم من أي حساب. ناهيك انه يجعل مجلس الامن كطرطور راضخ لضغوطهم فالبنود السبعة تبدو انها تدعو للسلام وذات بعد انساني وتوافقي الا انها كجحيم يحرق الجميع ليفوز الانقلاب وحده.
طبعا يتعاملون باستخفاف مع المفاوضات ويراهنون على غباء الآخرين كما حدث في وثيقة السلم والشراكة التي أصبحت مدخلهم للانقلاب واصبحت اداة لتصفية الجميع واستتباع البعض ولم ينفذ من بنودها الا ما سهل لهم التحرك وبمجرد إنجاز المهمة تم نفي تلك الوثيقة بالاعلان الانقلابي وصولا الى اعتقال رئيس الجمهورية والحكومة والتعامل مع مخرجات الحوار كوثيقة لا معنى لها والمعنى الوحيد للقوة التي من خلالها فرضت هيمنتها واختطفت الدولة وغزت المحافظات،
يبد ان الشرعية تدرك مخاطر المناورات الحوثية وان قبول تلك البنود سيفكك مقررات مجلس الامن ويساعدهم على بناء قوتهم من خلال وضع آلية تنفيذية لمقررات مجلس بما يعني ان القرار اصبح محل تفاوض سياسي من خلال الآلية وهذا سيقود الى عملية طويلة تمكنهم من اعادة بناء قوتهم والتخلص من التدخل العربي وتحميل التحالف مشاكل اليمن ودفعه لتمويل التحول بما يجعل التحالف ممول أساس للانقلاب باسم تنفيذ القرار الاممي واستعادة الدولة عبر صناعة الوهم واستغلال المأساة الانسانية بل والعمل على توسيع نطاق هذه المأساة فهي مدخلهم الأساس للخروج من معضلة الهزيمة التي تلاحقهم يوميا.
هم مصرون على إنجاز اهدافهم بالحرب وان لم يتمكنوا سيجعلون التفاوض السياسي مسار لإنجاز اهدافهم ولو بالحد الأدنى.
لن يتمكنوا من ادارة حرب طويلة الا باعتبارهم عصابة متمردة وهذا يعني انهيار الدولة في صنعاء فهم اليوم محاصرون ويستنزفون الدولة وقوتهم ايضا تستنزف، هم عاجزون عن ادارة الدولة التي أصبحت شبه منهكة وتتآكل يوميا بعد ان استنزفوها ويخططون لتخلص من العبئ القادم الذي قد يؤدي الى افلاس الدولة وعجزها عن دفع الرواتب وهذا كفيل بثورة ضدهم.
لذا يدفعون باتجاه حل سياسي ينقذهم ولكن بما ينفذ اهدافهم وإنقاذهم من سقوط محتم، وهذا دليلا على غبائهم وعجزهم عن التعامل مع الواقع.
الاهم من كل هذا ان اي حل سياسي وفق رؤيتهم غير ممكن فالانقلاب هزم ولم يبق الا اعلان وفاته والانجرار وراء ألعابهم الخبيثة سيكون انجازا ونصرا لهم وهزيمة للشرعية والتحالف، بما يعني ان كل إنجازات التحالف العربي والشرعية ستذهب ادراج الرياح وسيصبح المهزوم منتصرا والمنتصر خاسر وهكذا امر مستحيل مما يوضح مدى الفشل الذي تعاني منه الحوثية في للشق العسكري والسياسي ..
المؤكد ان المناورات والمراوغات والخداع لم تعد تنطلي على الحكومة الشرعية اما التحالف العربي فإدارته للحرب والمصالح ذات بعد استراتيجي عميق ولن تتمكن قوى التفاوض الخبيثة لإيران من مغالبتهم فالأوراق أصبحت مكشوفة والحزم والحسم يسير باتجاهات مدركة لطبيعة المعركة وهي تتعلق بالوجود وتتخذ مسارات واضحة مستوعبة لألعاب سحرة الملالي واوكلائهم الذين أصبحوا يواجهون حرب حقيقة لديها يقين تام بأهدافها ومصرة على تحقيقها ولا محالة كما يحكي الواقع انها تنجز اهدافها، عبر عمليات قضم مستمرة واستنزاف متقن لقوة الانقلاب.
نجيب غلاب