هذا هو العدو الحقيقي

2015/10/25 الساعة 09:12 مساءً

 

 

صلاح السقلدي

  اتّباع أسلوب النعامة بالهروب من مواجهةالحقائق وتحمل المسئولية إزاء الأوضاع المضطربة التي تعصف بعدن وبالمكلا بعموم الجنوب وبالذات بالشأن الأمنيتحميلمسئولية ما يجري فيه من الجرائموالانتهاكات والتجاوزات الخطيرة من أعمالالفوضى والقتل والنهب والتقطعوالاستفزازات والاقتحامات والسطو لجهاتمن خارج الجنوب بحق وبدون حق بغرضالتملص من المسئولية والهروب من مواجهةحقيقة الفشل الذي نحصدها تباعا منذ اشهر, والتغطية على الجناة الحقيقيين بقصدأو بدون قصد. فمثل هكذا اسلوب عبثي أثبتت التجارب عُــقــمهُ وفشله, بل قل وبكارثيته على أصحابه قبل خصومهمفقدجــّرب نظام الرئيس اليمني المنصرف/عليعبدالله صالح هذا الاسلوب البليد بالجنوبمنذ عام الغزو1994م, حين دأب بشكل غبيومكشوف بتحميل مسئولية اخفاقات وفشلنظامه الجنوبيين,- أو من يسميهم بالانفصاليين- وهو يعرف قبل غيره  أن  في صميم نظامه تكمن بذور الفشل والهزيمة,وبالفعل اثبتت قادم السنين هذا القول بعد ان نبتت بذور ذلك الفشل وتبرعمت وأصبحتدوحة ظليلةفقد ظل هذا الرجل ونظامه يجلسون فوق كومة من الأكاذيب والافتراءاتويحجبون شمس الحقيقة بغربال ممزق رث,ظناً منهم / ومنه انه يستطيع ان يداري علىسوءات فشله وعورات سقوطه بالجنوب حتى النهاية.

    اليوم نرى بالجنوب وبعدن تحديدا منيستنسخ هذه التجربة (العفاشية )البالية بشكل كريه ومقزز من خلال  تعليق كل أسباب الفشل والتخاذل على شماعة الغير اسمها ( قاعدة عفاش داعشية عفاش)صحيح ان الخصوم ومنهم عفاش وتبعته آخرون يتربصون للجنوب الدوائر في كل يوموفي كل ساعة وفي كل ركن وزاوية انسنحت لهم الفرص للانقضاضلكن يجب اننسمي الامور بمسمياتها ويتحمل كل منامسئوليته بشجاعة ووضوح بعيدا عن الخوفوالتحرج والمداراة على الجناة الحقيقيينالذين تمادوا بغيهم من منطق هزيل سمج اسمه:الخوف من تشفي الاعداء بنا,والوقتمش وقته) والخوف من مواجهة العابثين والمسحلين (المتبلطجين) بصمت قاتل وبطيء,حتى لا يأتي يوما نجد فيه أنفسنا نحصدجراح الشوك والعاصفة التي بذرناها في (مواسم) التخاذل, وفي (تربة) خصبة منالخوف و(سماد) عدم الاكتراث, والاتكال على الآخرين بكل صغيرة وكبيرة , وارتعاش ايدينا التي تمسك بارتباك ببوصلة المستقبل, واتباعطريقة (الكنس تحت السجاد), والركون علىأسلوبه المداهنة و التمليس والتربيت على اكتاف خصم يخرج لسانه تحديا للكل, والأدهى من هذا كله ان ثمة أصوات محسوبة على الثورة الجنوبية تنكر بالمطلق وجود هذه الجماعات بالجنوب.!

-لا أعرف لماذا يشترط البعض من الجنوبيين أن تكون عناصر الجماعاتالفوضوية والمتشددة التي تعبث بأمن عدنوالمكلا شمالية الانتماء حتى يتم محاربتهاومجابتها من المقاومة الجنوبية, هذه المقاومة التي حوت الشجاعة واحتوتها التجاذبات والمصالح؟.لا أعرف أسخف ولا أغبى من هذا الشرط الذي يشترطه البعض بشكل مباشر أو غير مباشر.

    شخصيا لا أرى عدوا أخطر على الجنوبمن عدوٍ يعبث بأمنه وينشر في أرجائهاالدمار ويوزع على مواطنيه الموت بالكيلو والأطنان في كل شارع طريق و زُقّويمزقنسيج مجتمعه ويروّع مواطنيه بفكر تدميري مفخخ بصرف النظر عن انتماء جغرافية هذا العدو وانتماءاته الفكرية المختلفة فالقتل هو القاتل والرصاصة هي ذاتها التي تقتل أيًاً كانت هويته وجغرافية مُطلقها .!

- هل نكتفي بالقول ان هذه الجماعاتالمسماة داعش والقاعدة وانصار الشريعةالمنتشرة في عدن والمكلا ولحج وأبين وغيرهاتتبع عفاش وأعوانه ونقف مشدوهي الحالمشلولي القدرات والعقول بعمد وبدون عمدحتى يقوى عود هذه الجماعات ويتصلب؟لنفترض ان هذه الجماعات تتبع عفاش وهو قول لا يخلو من الحقيقة كون نظام صالح وشركاؤه منذ عام 1990م يرتبطون بعلاقة لصيقه بهذه الجماعات الإرهابية المتطرفة وقد وظفوها شر توظيف ضد الجنوب بالسنين الخوالي ولاتزال البعرة تدل على البعير حتى اليوم.هذه حقيقة مفروغٍ منها ,ولكن بالمقابليجب ان ندرك ان صالحاً لم يعد يمسك بكل خيوط هذه الجماعات بعد ان تشعبت فروعها وتوسعت خارطتها بالسنوات القليلة الماضية على المستوى الداخلي والخارجي,ولم يعد هذا الرجل واتباعه هم البعبع الذي يجب ان نركن على تعليق فشلنا وتقاعسنا وخوفنا من مواجهة هذه الجماعات عليه وعلى حلفائه.   

   و مع افتراضنا ان ان هذه الجماعات او جزء منها تتحرك بتوجيه من علي عبدالله صالح ,فلماذا نصمت حيالها ولم نحاربها ونتصدى لها مثلما حاربنا وتصدينا لقواته النظامية ,ولو تصدي بالكلمة وهي أدنى درجات سُـلم النضال الوطني؟لماذا نرىأمامنا هذه الجماعات المتشددة تقتحم إحدىكليات جامعة عدن وهي تختال بأسلحتهاالمختلفة لتأمر وتنهي على طريقتها المعروفة طلاب الكلية وهيئة تدريسها  دون ان يحركالجميع ساكنا قبل ان تغادر هذه الجماعةقاعة الكلية مخلفة ورائها حالة من الذهول والرهبة يكتسيان بعض الوجوه طلابا ومدرسين, و حالة من اللامبالاة البعض الآخر ؟. فان كانت هذه الجماعة تتبع عفاش كما اتفقنا سلفا وكما يبرر البعض فلماذا ندعالمخلوع يسرح ويمرح من خلال اذنابه دونان ينبس أحد ببنت شفة, ويمرون أمامنامرور الكرام وكأن على رؤوسنا الطير خوفا وخشية او دون اكتراث في  أفضل حال؟وان كانت هذه الجماعات تتبع عفاش ايضافلما نتركها وهي امامنا (عيني عينكتقتحم الحدائق والمتنزهات في عدن  وشواطئالتواهي  والبريقا تستفز الرواد والعائلاتوتفتش في نفوسهم ونواياهم وتجبرهم علإبراز هوياتهم الشخصية ووثائق زواجهموصلة قرابتهم ببعض وإلا فالسيف مشهوروالقبر محفور؟. كم هي الليلة مشابه بالبارحةحين نصّبت جماعات مشابه نفسها كسلطة (محاكمة تفتيش) قميئة في عدن والمكلا تحت مسمى (أنصار المباحث)ومن ثم جماعة ماسمي بهية الأمر بالمعروف, وبمباركة سلطوية سياسية قبَلية,وإسلامية سياسيةفي صنعاء.!

     هذه أمثله فقط سقناها للتدليل علىصحة ما نقوله ولننوه أيضا الى مدى الخطرالذي اضحى يحدق بالكل من الجهات الأربعو الكل يغط  في موات مخيف وتثاقلبالخُطى, واتكال مخزي على ما سيمّنُ علينابه الآخرون من صدقات سياسية وحسناتمالية وهبات مادية من خلف الحدود تُــرسل من دول( وعدها مثلما الوعيد).!   

    فالنصر العسكري الذي يوشك انيتلاشى من بين أيدينا كطيفٌ عابر وحلمٌ مارر بسبب فشلنا -حتى اللحظة على الأقل- فيتحويله الى نصرٍ سياسي تاريخي هو نتاجلهذا التخاذل وهذا الجمود المعيب الذي اتاحللآخرين سد المواقع الشاغرة بمؤسساتالدولة واتاح لهم  مسك ناصية الأمور بإحكامبكل عجرفة وغرور وثقة بالنفس, وسلبوا منا وهج الخطاب السياسي وبريق التميّز الإعلامي الذي سطع بالأسابيع التي تلت تحرير عدنفسيظل قُــطر دائرة هذا الوضع المنفلت يتسع ويتضخم, وستبقى كرةالثلج تتدحرج فوق رؤوسنا وتكبر ثم تكبر ان لم يفق القوم سريعا من سكرة النصرالعسكري المهدد بالاضمحلال ومن المواتالسياسي والاجتماعي والأمني المريعفضلا عن ثالثة أثافي الخيبة الجنوبية وهيتشظي جسد القوى السياسية  وهوانها علىنفسها وعلى الناس.

    فحتى الصحوة المرتقبة سنظل  في صالةالانتظار إلى أن يفيق القوم من نومهم الممغنط. ما يدرينا لعله يكون قريباوكـذًبَ الشاعرحين قال: (

ناموا ولا تستيقظوا × ما فـازَ إلا النـِوُّمُ) .