بن همام رجل دولة، وبحجم وطن، عودته تغني عن كتابة العديد من مجلدات المهنية وشرف المسؤولية، وتختزل في معانيها الكثير من مفاتيح الحل للازمة اليمنية برمتها، ان اراد احد منهم حلها، كما يسطرها ويرسمها بن همام اليوم،
.
عودة محمودة، غير مشروطة سياسيا، لكنها في الاغلب لن تخلو من بعض الاجراءات الفنية والادارية لضمان سلامة التنفيذ، والتي من المؤكد ان تكون مرفقة بطلب عدم الممانعة اوالتعطيل، حتى وان كانت اجراءات ومعالجات قاسية تبدو في ظاهرها،
.
تلك الاجراءات الادارية ستكون مقدمة ضرورية للمعالجات الاقتصادية والمالية المقترحة والمزمع تنفيذها، ولاي منها لن يكتب النجاح مالم تكن مستندة ومدعومة بارادة وقرار وتوجه سياسي واضح نحو ايجاد حل للمعضلة المالية التي تواجه البلد اليوم،
.
بن همام لا يحمل عصا سحرية، ولن يأتي بنواميس مالية واقتصادية جديدة، ما يملكه لا يتعدى اكثر من التوجيه واعطاء الاوامر بتدفق المعالجات المناسبة وفقا للاولويات وضمن الاليات والموارد المتاحة، المدعومة بارادة سياسية، والمشفوعة برصيد تراكمي من خبرة الرجل،
.
من الضروري عدم الافراط في التفاؤل، او التعويل على وصفة سحرية لعودة الاوضاع كما كانت عليه قبل اكثر من شهر تقريبا، وبالمقابل لن نزيد في درجة التشاؤم بفقدان الامل من ظهور اي تحسن يمكن ان يعيد الاوضاع او يجعلها تقترب مما كانت عليه،
.
توقف انهيار العملة المحلية عند الحد الذي وصلت اليه اليوم، وايقاف المزيد من التدهور سيكون بحد ذاته انتصار عظيم وانجاز كبير للرجل، كما ان التركيز على وجود الدعم والتأييد الرسمي والشعبي له سوف يعطيه مساحة كبيرة للتحرك وتحقيق المزيد من الانجاز،
.
بقي الاشارة الى ما اتوقعه من هبوط نسبي في سعر الدولار مقابل الريال ابتداء من يوم غد وقبل ان يبدأ بن همام في ممارسة عمله، نظرا لتأثر وحساسية سوق العملات كغيرها من الاسواق المالية بالاخبار والشائعات والاحداث في البيئة الحاضنة لها سلبا وايجابا