أمجد خليفة
قبل ثمانية وأربعون عاماً ظهر النور وتحقق النصر بخروج المحتل الغاشم من الأرض لتنتصر ثورة الأجداد والآباء في رفض الظلم والاستبداد والعيش المذل تحت يد الاحتلال ضاربين أروع الأمثلة في التضحية والصمود والعزة والكرامة رافعين راية الوطن عالياً بكل حرية واستقلال آخذين بزمام الأمور للسير بالوطن إلى بر الأمان.
نعم إنها ثورة نوفمبر المجيدة والخالدة شارك الجميع فيها كل حسب قدرته واستطاعته وما يملكه من قدره على العمل لإخراج المحتل البريطاني فكان ما تمنوه وما حلموا به خلال أعوام طويلة وسنوات مديدة حقيقة ملموسة فالكل في تلك الفترة شارك في ثورة نوفمبر ليكون مساهماً في تحقيق الغاية المنشودة وفخورين بعملهم الثوري الرائع ليعلموا الأجيال التي تأتي من بعدهم أن (الحرية) شيء لا يمكن التخلي عنها أو التفريط بها مهما كانت التضحيات أو المتطلبات.
ونحن اليوم نعيش بفضل أولئك الأحرار في وطن حر غير خاضع لأحد مهما كانت قوته أو سطوته متعلمين منهم الإعتزاز والافتخار والعيش بكرامة بوطنيتنا وهذا ما قمنا به في ثورة فبراير المجيدة التي أتت هذه المرة ضد الظلم والاستبداد ونبين لهم أن ثورتهم وتضحياتهم لم تذهب هباء وأننا لا نقبل العيش في ظل تكميم أفواهنا وكبت آراءنا فأصبحنا نحن وأنتم من قبلنا على الأمر سواء.
فجينات (الحرية) ظهرت جلية وبارزة في دفاعنا على أرضنا من قبل المليشيات المسلحة الدموية التي حاولت أن تذلنا وتطمس هويتنا فانتصرنا على محاولاتهم ودحرناهم ليعلم العالم أجمع اننا لا نقبل تهكم أحد علينا مهما بلغت قوته وسطوته وحررنا أنفسنا, لتظل توارث الحرية مستمر في ذواتنا, ولمن شهد الثورتين يعلم جيداً أننا سرنا على نفس خطى من سبقونا وأنهم خلفوا (رجالاً) يرفضون الهوان والضيم ولا يقبلون الخضوع لأي محتل.