لن نساند التخاذل والسلبية بعد ألان

2015/12/06 الساعة 01:26 مساءً

في ظل التباين الحاصل اليوم في المواقف الذي اوجد  انقساما حادا حول قضايا سياسية واجتماعية ودينية هامة، الأمر الذي يجعل تناول وسائل الأعلام لمثل هذه القضايا الخلافية، والمواقف المتباينة بشأنها، محل اهتمام قطاع واسع من الجماهير، خاصة أذا اتخذ الإعلاميون مواقف واضحة بشأنها , مواقف تنم عن اختيارات وطنية تصب في الصالح العام والهم الوطني ومشروع الأمة , في وطني حددنا مواقفنا اتجاه قضية وطن منذ اللحظة الأولى لوضوح صورة الهيمنة والاستبداد والطغيان للنافذين للاستيلاء على وطن وحلم وطموح أبنائه وحرمانهم من ابسط سبل العيش الكريم , منذ أن تهافت المرتزقة واللصوص لتقديم الطاعة وخدمة بلاط السلطان وتحولوا لعملا وخدام المقيل والمكتب والشارع وانتخابات الزعيم , منذ ان حملوا مباخر تزكم الأنوف للترويج لمشروع قذر ونتن اليوم يتنكرون منه , وتحت طاعة سيدهم الجديد يمارسون هويتهم القذرة , من الساعة الأولى واللحظة الأولى والموقف الأول لصراع عصابة النهب والسلب والاستبداد والهيمنة والفساد للسلطة على الجنوب بعد أن نهشوا جسد الشمال كنا مع مشروع وطن يعم اليمن بقطب الحركة الوطنية حاملة مشروع دولة ضامنة للحريات والعدالة والمساواة كنا ولازلنا نناضل من اجل ذلك مع شرفاء ونبلاء الأرض والإنسان في أرضنا الطيبة .
كتبنا وحللنا كثيرا و واجهنا وتصدينا للأكثر , اليوم تشعر انك وحيد , تشعر انك دون حماية أو غطاء شرعي يقيك حر وحرارة المواقف وشر وعنف الأشرار , وجور المظالم , وألم و وجع المعانات , وضعف الحال والحاجة , وتهديد الخصم وترويعه , اليوم تشعر انك وحيدا , لا يفكر أحدا بالتواصل معك , وان أصبت بمكروه لا تجد من يواسيك , تشعر بإحساس الوحدة , لأنك صادق مع نفسك ليس بالضروري أرضائهم فغاياتهم لا تدرك , إحساسا بأنهم يرونك خصم وأنت في الصف معهم  , فا والله الخصم خير من صديق يستخدمك لقناعاته لأنه متسلق للحق ليراد به باطل , حالنا هذا في ظل مشهد فوضوي خطر على الرأي والكلمة الصادقة والموقف الحر , مشهد يفترض فيه أن تكون محمي من شرعيتك , لكنهم لا يبالون بك ولا يستمعون لما تقول ولا يهتمون لما يجري و يهدد كيانك , فكيانهم محمي وحياتهم مصانة وأمنهم مؤمن .
انتهكت كرامة صديقي الصحفي لان لقبة معمري وقريبي بلقبه الرداعي وشكا لي المقطري والقباطي هم من عدن وعدن فيهم لكن المغرضون لا يريدون لعدن الخير ويفرغونها من تنوعها , وشرعيتنا لا تحمي من يساندها ويقف في صفها .
لا توجد جمعية لكتاب الرأي ولا منظمة تحمي حقوقهم , نقابات الصحفيين غائبة في عدن والجنوب وضعيفة في بقية المناطق , اليوم تهدد وتهان من ابسط تافه لا يعي ولا يستوعب ما تطرحه بمجرد ان شك في تفسير عبارة , ومهدد أكثر من أعداء الحرية والكلمة الصادقة من عصابات الموت ونفوذ النهب والسلب , من الإرهاب والإرهابيين , من التعصب والمتعصبين , من كل عقل مفرط فيه , وإنسان رمى كيانه في الوحل وتعفن فكره وعقلة ومواقفه .
حصلت للكثير مواقف دون أن نسمع كلمة مواساة او بيان تضامن من شرعيتنا وحكومتنا التي لا تهتم لغير القريبين جدا واهتماماتها في دائرة ضيقة , اتصلت ببعض ممن اعتزل الكلمة في زمن كهذا , وجدتم محقون فيما قالوه , حذروني حينها أن من يقع في مكروه أو يغرق لن يجد طوق نجاة يرمى لإنقاذه , وفعلا وجدتها حقيقة واقعه على الأرض بسببها يتساقط الشرفاء والمخلصين ويزهوا زمن الانتهازيين والمرتزقة خدم السلطان أنها لعنة مستنا ولازالت مؤثر فينا والتخلص منها يحتاج لمواقف وطنية وإنسانية وشجاعة وهدم الحواجز المبنية بين القيادة والقاعدة , وان يصل كل صوت لها دون رتوش وتعديل وتنميق وتشويه , الحقيقة لابد تكون هي الأعلى صوت وصخب وزهوا وبروز من الكذب والدجل والنفاق والله المستعان .
أتممت كلمات هذا المقال وهزني خبر اغتيال اللواء جعفر محمد سعد محافظ عدن ,خبرا أكد مخاوفنا وبرهن شكوكنا , ان عدن غير أمنه وأنهم امنوا ذاتهم وحموا ظهورهم وتركوا الآخرين دون تامين بظهور مكشوفة , كيف لنا أن نقول رأيا وكلمه صادقة وحقيقة دامغة في بيئة خطرة وسلبية قاتلة وخذلان , ربنا يحفظ عدن وأهلها وشرفائها وكتابها وأخيارها