ان نكتفي بتحميل المخلوع والحوثي مسئولية الكوارث الأمنية التي تحدث في عدن وأبين وحضرموت لايبرر عجزنا وتقاعسنا كمقاومة وحكومة شرعية ودول تحالف في تأمين المحافظات والمناطق المحررة.
نحن في حالة حرب مع حلف المخلوع والحوثي ومن الطبيعي جدا أن يضرب أي هدف قد تصل إليه أذرعه المقنعة.
لتكن قاعدة وداعش وعفاش وطهران والحوثي وموسكو وأم الجن السؤال: ماذا عملنا نحن لمواجهتها؟ لاشيء ولا يوجد اليوم أي عمل أمني أو مخابراتي ضدها فهي تضرب وتتحرك بمكبرات الصوت وأناشيدها تشق السماء في عدن وغيرها..
نسير حثيثا إلى جنيف2 وبالتالي سيلقي المخلوع والحوثي بكل أوراقهما الممكنة وهذا ما رأيناه مؤخرا ودفعة واحدة من عمليات تمدد للقاعدة وداعش وإعدامات جماعية وليس آخرها اغتيال رأس السلطة المحلية في عدن، لإحراق أوراق الشرعية في عملية التفاوض.
سيخاطب الإنقلابيون المجتمع الدولي بالقول: هل سنسلم المحافظات لشرعية لم تستطع إدارة عدن ولحج وأبين؟ وهل سنسحب قواتنا لتكون داعش والقاعدة هما البديل؟!!!.
منتصف ليلة أمس اخترقت داعش مدينة التواهي ونصبت نقطة تفتيش، ونقلنا ذلك ونشرت وسائل الإعلام دون أن تتحرك أي جهة محسوبة على الشرعية لمواجهتها، وبعد بضعة ساعات كانت قد فخخت الباص وتنتظر على الطريق الرئيس قدوم موكب المحافظ وتم التفجير الرهيب، كيف علمت داعش بحركة المحافظ وخط سيره بالضبط؟؟؟ وكيف مر الباص المفخخ واخذ موقعه المطلوب في الزمان والمكان المناسبين؟؟؟؟.
بالأمس وصل لأول مرة المبعوث الدولي إلى عدن والتقى هادي وغادر وظهرت عدن كعاصمة مؤقتة، وبعد ساعات جاءت الضربة الرهيبة باغتيال المحافظ لتمحو الصورة المعنوية السياسية للعاصمة..
مساعي تطبيع الأوضاع المدنية وحركة السلطة المحلية وجهودها في استتاب الأوضاع ومزاولة نشاط العاصمة عدن هو المستهدف لدى الإنقلابيين، ويمثل كل هذا المحافظ النشط صاحب الحركة الدؤوبة جعفر محمد سعد ولهذا قاموا باغتياله.
ترددت شائعات كاذبة مرافقة لإغتيال المحافظ جعفر منها اغتيال محافظ لحج، ولا تفسير لهذا إلا أن الفاعلين كانوا يستهدفون محافظ لحج أيضا لكن الخطة فشلت.
تجميد المعارك في الجبهات الأربع (بيحان مكيراس الشريجة تعز) سيمنح الإنقلابيين وقتا وفرصا لتخطيط بهدوء بال وضرب الشرعية في العمق وهو ما حصل ويحصل اليوم، لاحظوا العلاقة الطردية بين تجمد العمل في الجبهات يقابله اهتزاز داخل المناطق المحررة والعكس صحيح.
رحم الله المحافظ جعفر محمد سعد وكل شهداء الزطن.