"حان الوقت " أم صعود الحراك نحو الهاوية !

2015/12/14 الساعة 11:14 مساءً

ممانعة التذويب التي أسس لها الحراك في الجنوب نمت وشبت وقوى عودها فأصبحت صلبه في معترك جند له الخصم كل وسائل التنكيل ، وعندما امتلأت السجون بشعب الجنوب والجلاد شمالي بامتياز عززت الممانعة بامتياز ، وقضية الجنوب اكبر من أن تختزل بحق مادي تم نهبه منهم ، بقدر و أنها كرامة شعب تهدر على أرضه ، وجيل دمعت عيناه لحال قد قصصه لهم الآباء ، إن شعب الجنوب يتوارث ماضيه في حاضره ويشخص بكل عيناه إلى الجلاد والوطن المكلوم . وإن أزلية وديمومة الصراع الشمالي الجنوبي ستضل حاضره وسترمي بضلالها على عوامل الاستقرار المنتهي ، و التي تفضي لكثير من الخسران ، و فتح الصدور من قبل الجنوبيين حتى يتدارك هذا الأمر شهود أقوياء تم التودد لهم سابقا قي سلمية ثورتهم ذهبت والى غير رجعه لينتفض من تحت ركام القتل والاذلال والحصار المميت واقع لطالما حرص الأشقاء في العربية اليمنية قتله . ولقد دك الشمال اليمني الجنوب " دوله وإنسان وهوية " بوسائل جهنمية لا رحمه فيها ، واجتمعت من اجل ذلك خيوطهم الشتى في شبكه محكمة تشرعن دينيا ومدنيا سمو هذا الفعل في الفرع الشاذ كما يحلو لهم – الشماليين - في وصف الجنوب عن الأصل النقي صنعاء ، و تشابكت أياديهم أيضا تسحب السهم بقوه ليندفع من قوس تطلعاتهم نحو الجنوب وترتسم اثر ذلك معالم أكثر مأساويه وقتامه للجنوب وشعبه ، ولم يستسلم الجنوب لهذا الواقع . وكل هذه الممارسات عززت حامل يذود عن هذا الشعب والوطن وهو ( الحراك الجنوبي بثورته و سلميتها ) ، و تم استغفال العالم بصناعة مسوخ بشريه له في مؤتمر حوار صنعاء تتحدث عن الجنوب وإنها اسمه وفعله ، نعم الجنوب الذي اجمع الكل انه بوابة الاستقرار من منطلق عدالة قضيته وتطلعات شعبه نحو الحرية يسير بخطى لا تكل ولا تمل من اجل نيل هدفه ، وان تم العبث بذلك إلا انه وقتي . وعوامل الانتصار للجنوب اليوم جاءت لما يحمله مشروع صنعاء من فوضى وأذى للأشقاء في الإقليم ، وتعد اليوم صنعاء وبلداتها موطئ قدم لعدو تاريخي للجميع ، الشمال أصبح رهينة في استقبال كل شيء ولا يقوى على الانتصار لنفسه ، وتقوقع الكل هناك في موضع الحياد أي على مستوى الفعل في الأرض ليتجسد للجميع أن لا خير فيهم . ومعالم الجنوب تغيرت بفعل الغطرسة اليمنية ، وأضحت حتى الرياح القادمة من هناك- أي الشمال - لو قدر للجنوبيين منعها لتم تقييدها ، وتمثلت عوامل الفتنه والإضعاف والفساد والتجهيل الممنهج العبء الأكبر للنجاح التام والمحك الأكثر صعوبة للجنوبيين في إدارة شؤونهم بعد نجاحهم في ضرب الشق العسكري للشمال واجتثاثه . والجنوب يسير اليوم وان كان رويدا فأنه بالغ هدفه ، في ضل وانكشاف الأنياب المسعورة لصنعاء نحو الكل ، والتعجيل في هذا الأمر - تحقيق الهدف - قائم على إدراك الجنوبيين للقيمة الكبيرة والتي حصلو عليها بفعل طارئ التدخل الخليجي والعربي ، وتعنت صنعاء أدار النضر نحو الجنوبيين وان كان بسيط إلا انه قابل للتوسع وسيفرضه حسن التعامل الدقيق وألا مندفع للجنوبيين في سحب البساط وبتمهل ، ومدى اصطفاف الجنوبيين خلف كل ما يعين على استعادة الاستقرار لمدنهم وبلداتهم ، والتمدد في إدارة مفاصل مؤسساتهم وتهيئة أنفسهم للانتقال إلى قدرات اكبر في إدارة شؤونهم وتصريفها ستعد علامة فارقة تضرب كل آلافك أن الجنوبيين لا يستطيعون أدارة أمورهم . الجانب الامني هو المحك والانتقال نحو الاستقرار يعني الدفع بكل وسائل البناء والتغيير للأفضل وهذا ما يخشاه الأعداء والتي ارتعدت فرائصهم "مؤتمر وإصلاح وأنصار الله "مثلث الشر للشمال والجنوب في التعيينات الجديدة لقادة المقاومة الجنوبية وصقور التحرير والاستقلال الإخوة الزبيدي وشلال في عدن كمحافظ للأول ومدير الأمن للثاني،و التعامل مع هذه الشخصيات خليجيا تضرب أبواق وفتن صنعاء في اتهام الحراك شيعيا وتغير معادلة الأمور على الأرض بصيغ اقوي مما تنزله أحمال طيران التحالف على مواقع الشر في صنعاء وبلداتها واختراقاتهم في الجنوب . والجنوب أصبح اليوم بعيد أن ينال منه كما كان سابقا وعلى الأطراف في صنعاء أن تتدارك إن إطالة التعنت لن يفضي إلا إلى مزيد من الخسران في ضل وأطراف شمالية ( أحزاب وشخصيات ومجتمع مدني ) تدير التنازع معهم لواقع يجب رسمه على غير ما يراد أن يتم فرضه اليوم ، الشمال أصبح مفكك وعوامل تفكيك الجنوب التي تم صناعتها سيتم تجاوزها . ولا غبار على أن "جنيف 2 اليمن" سيدرج كأطول مارثون ليصل حد يكون فيه التشاور دولي بمنأى عن الإطراف اليمنية وسيحدد معالم جديدة على غير هوى صقور صنعاء . وحتى يصل الأمر لذلك ستتسع المساحة للحراك وكل الجنوبيين للعب دور اكبر من شأنه ان تتجذر مكانتهم قوة وقبول في أرضهم أو الانتكاس نحو هاوية سحيقة ، و الخروج منها لن يكون عبر صدفة أخرى كمثل صدفة التدخل السعوخليجي العربي اليوم .