...
علاقتي بالعميدين عيدروس وشلال سبقت فترة نضوج كل هؤلاء المهرجين حولهما ومستمرة وكل أمنياتي أن ينجحا بالمهمة بعيدا عن متاهات شلل حسب الله...
في العام 2005م بدأت علاقتي بالأخ شلال علي شايع عندما تزعم حركات احتجاجية ضد الجبايات الغير قانوينة والتي كانت تفرضها نقطة الرباط في دار سعد –مدخل عدن- على موردي القات وخصوصا من أبناء الضالع،.
كان شلال يقود الاحتجاجات مع المئات من موردي القات وكنت أتولى شخصيا ولوحدي مواكبة ذلك بالنشر في مختلف الصحف، واستمرت العلاقة حتى انطلق الحراك بعد سنتين ويتذكر شلال أول حوار في مشواره السياسي اجريته له في صحيفة الأهالي بعام 2007م.
أما الأخ المحافظ عيدروس الزبيدي فعلاقتي به بدأت في العام 2006م عندما كنا معا نلتقي في الحملات الانتخابية للمرشح الرئاسي فيصل بن شملان –رحمه الله- و ما تلاها من نشاط لاحق في مسيرة الحراك والمقاومة...
باختصار علاقتي بالرجلين تتعدى العمر الافتراضي لكل هؤلاء (المتشعبطين) الذين يحاولون تقديمي كخصم لنجاح (عيدروس وشلال) ويقدمون أنفسهم كحماة مدافعين ومحاربين في معركة وهمية مفتعلة كعادتهم، هو طبع جلب عليه هؤلاء الغوغاء في إثارة الجدل وصناعة الخصوم وتضخيم الأعداء...
مؤخرا وصلني كم كبير من الاتصالات والشكاوى من شخصيات سياسية وأخرى اجتماعية في الضالع يستغربون: لماذا أستهدف عيدروس وشلال ولماذا أقوم بنشر كل ما يفسد مهمتهما ويفشل جهودهما في العمل الجديد!!!..
استغربت انا ايضا من هذه الانطباع لديهم عني، فقالوا: أن هذا ما يصلهم من تقييم ويطلبون مني ان كون عونا وسندا لإنجاح مهمة الرجلين في مهمتهما الجديدة...
لم أكن أتوقع أن تعود الذهنية عند الكثير من الناس هنا في الجنوب إلى ما قبل الفضاء المفتوح وشبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد...
لم أكن اتخيل يوما أن يأتي شاب متعلم عمرة في العشرينيات أو الثلاثينيات ويعتبر نشر حادثة أمنية أو الإشارة إلى تحرك خلايا إرهابية هو عمل موجه لتشويه الوضع في عدن والجنوب... لاحظوا: النشر تشويه، بينما حوادث القتل والاغتيال والتقطع والنهب وعمليات المتطرفين فرقعات يجب التعتيم عليها!!!.
هؤلاء أشبه بطبيب يرى أعراض المرض ويكتشف الوباء ومع ذلك يخرس ويخون أمانته الطبية ولا يكاشف المجتمع بما يجري...
سيأتي لك متفلسف جنوبي يعيش في أمريكا أو الخليج أو أوروبا ويحدثك بمنطق غريب قائلا: لماذا تنشر الموضوع للناس وتقوم بممارسة الفضيحة، ولكن عليك أن تبلغ سرا المختص أو المسئول!!! ههههههه...
هل أنا أما شاب مثقف يعيش معنا في الألفية الثالثة أم أحد أفراد جماعة محتسبة للأمر بالمعروق والنهي عن المنكر؟!!!.
خلال اليومين الماضيين توقفت عن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وتفرغت لزيارات عائلية في البحر وأقرباء في عدن، واليوم قررت أن اعلن منهجا جديدا مع العام الجديد، استجابة لطلب الكثيرين من الأعزاء ولأثبت أنني لا أحمل أي أجندة ضد (عيدروس وشلال) بل على العكس وجودهما في المحافظة بحكم معرفتي القوية بهما قد تكون لصالحي ولهذا فأنا اتمنى لهما النجاح والتوفيق، فنجاحهما ايضا يعني استقرار عدن وسعادة أهلها وهذا ما اتمناه من كل قلبي لأننا عانينا كثيرا خلال الحرب..
سأحاول من اليوم تجاهل الإشارة للأحداث الأمنية في إقليم عدن مؤقتا، لن اواكب أي تطورات يسعى البعض لاستغلالها في التحريض ضدي، والاصطياد في المستنقعات الآسنة..
قناعتي لم تتغير في أن الجدل والنقاشات المسئولة والرأي والرأي الآخر والتنوع، جميعها ثمتل ثراء للناس وللمجتمع وللمسئول والمتابع..
قناعتي أيضا أن المعارضة مهمة وضرورية لنجاح المسئول باعتبارها الوجه الآخر للسلطة، و(رحم الله أمرءا أهدى إلي عيوبي) لكن سنتوقف اضطراريا ومؤقتا وسنرى...
عموما، تمنياتي للجميع بالتوفيق والنجاح وأن يغير الله حالنا إلى أحسن حال وأن يجعل يوما افضل من أمسنا، وان يكون غدنا أفضل من يومنا بإذن الله.
عبدالرقيب الهدياني...