لملمة الشتات الجنوبي اكبر معضلة واجهها الجنوبيين ، والشتات طريق موصل إلى عظيم الأسى والخسران ، واختراق الصف الجنوبي وتفتيت لحمته لم يكن وليد ما بعد حرب 94م ، انه متجذر في بنية الجنوب السياسية منذ التحرر من الاستعمار البريطاني ، وكان اللاعب الأساسي في ذلك يقع على الدور ألاستخباراتي وهو متعدد داخليا وخارجيا ليدفع الجنوب وشعبه ثمن باهظ تلقاء ذلك العمل الخفي .
وما بعد تحرك الجيش الجنوبي الديمقراطي الشعبي إلى صنعاء في نهاية السبعينات واستنجاد صالح بالملك فهد وصراخ صالح المدوي للملك بأن أجراس صنعاء تدق ناقوس الخطر مما اعتبره أنها الشيوعية ،توقف حينها الجيش الجنوبي عن صنعاء ، ونجا صالح وزادت قبضته على الجمهورية العربية اليمنية يحكمها مثل إمامه من تعز ، ووضحت الرؤية فيما بعد أن كل شاردة ووارده في المكتب السياسي للجنوب تصل مطابخه وتؤسس لها السموم .
إذكاء ضغينة الانتقام وعدم نسيان الألم سيف بحديه أسس له نظام صنعاء يفتك بالجنوب وصنع من الجنوبيين أنفسهم من يقوم بهذا الدور أو يؤسس لضرب أي تقارب جنوبي بل حشد جنوبيين أداة قتل لإخوانهم الجنوبيين ، وعامة هذا الأمر وأفاعيله عززت انسلاخ شعب الجنوب عن أرضه والسبب ضعفهم وتفككهم مما حدا بان تنساب من هذه التشرخات والتصدعات سقوط وطن بأكمله في أحضان العدو ، وبلا ثمن تم كسبه من قبل الجنوبيين الذين ساعدو هذا العدو وعبر سلوكهم وممارساتهم المدمرة للفتك بنا جميعا .
حمل راية التوحد لصياغة أداء جنوبي متناغم يقاوم الموت ألسريري للشعب في الجنوب وبهزات تتجه نحو العقل وصعقه من اجل بث الحياة فيه ترجمه نفر في غرفة بسيطة لجمعية ردفان الخيرية ليتم مطاردة أصحابها ومن اجتمع فيها ويسجن ويعذب ووجهت الأقفال وأغلقت جمعية شعب وليست منطقه هي "ردفان " ، وهناء نقطة التحول القصوى في مقود الثورة الجنوبية لتتجه نحو اقصر الطرق وهو العمل على قلب وروح واحده بلا ضغينة ولننسى ما صنعه الأعداء فينا نقتل بعضنا وهم العدو ولسنا نحن .
قضية تحول التصالح والتسامح من قيمه إنسانيه بل دينيه ترتقي في ابسطها من باب التعاملات وحسنها إلى ثورة تتجذر في أنفس الجنوبيين أولها لملمة الفرقة وثانيها التحرك سويا كالبنيان يشد بعضه بعظا نحو صانع الألم والفرقة والدمار، و قد رسمها الجنوبيين بلوحه داءب نظام صنعاء على عدم اكتمالها أو تشويهها ، وسقطت مؤامراته وانتصر الجنوب لنفسه وان كان بعد عقد من الزمان .
وقضية الانتقال من القيمة إلى الثورة والتي أسس لها التصالح والتسامح الجنوبي علاوة على حالة التشبع المفرط الموصل إلى درجة انهيار الأنفس من معالم الدمار الحادثة في الجنوب سارعت أن تتحول هذه ألشراره إلى نار مستعرة ، وان أي محاولة للوقوف أمامها تفريط في الموانع آو الحوائل و لم يصمد إمام هذه الثورة عظيم الدسائس والمكر والفتن .
ولم يخرج التصالح والتسامح الجنوبي إلا من رحم الحراك الجنوبي ليعلن عن حالة مخاط تتشكل فيها ولادة جنوب مكتمل الأعضاء وبلا تشوه كان من نتاجه – التصالح والتسامح - أن هب الجنوب برمته للقتال عن أرضه وشرفه ودينه من غزوة صنعاء الثانية وتتجلى فيه أنفس الجنوبيين روعة في توادهم وتراحمهم وقبضتهم على الزناد نحو جهة هي من قتلتهم وصنعت فرقتهم وكانت تؤسس وإلى مدى بعيد "استعبادهم" ومن هنا صدح الجنوب في الأنفس والأفاق بأنه عائد .
ومن الثورة إلى البناء الذي ترتسم ملامحه حاضر يؤسس التصالح والتسامح المداميك الحقيقية والفاعلة والأركان القوية لتفويت فرص إذكاء فتنة الرفض لصناع الحدث من الجنوبيين والارتقاء عن مصطلح "انأ" أو "نحن" لنرتقي أن يكون الكل صانع البناء سواء إن كنا في دائرة الضوء أو الجزء المخفي فالجنوب بكل الألوان والمناطق يتعين علية الحشد الأكبر و الإيثار الأعظم لخطورة وأهمية هذه المرحلة الغير سهله في اكتمال وهج وألق ثورتنا وحصد ثمارها أو العكس ، ولنتذكر أننا لم نصل إلى لحظاتنا هذه إلا بعد أن فارقنا أحبة لنا مازالت أعيننا تفيض من الدمع حبا وشوقا إليهم .