إلى المحافظ الجديد .. إنها تعز .!!

2016/01/18 الساعة 01:23 صباحاً

  - من وسط الأحزان, تبرق ابتسامة تنعش بقايا جسد أنهكه التعب, وتناوشه عوج السياسة لفترة ليست بالقصيرة, على وقع التعيين الجديد, ترتسم ملامح جديدة على وجوه الناس وشفاههم, يصل مداها على طول اليمن وعرضها. 

 

هل بات الناس أمام بصيص يضاعف الصمود, ويزاوج بين صمود البندقية ولغة السياسة؟ 

 

- علي المعمري, الوطني الكبير في المكان الصح والزمان الصح ايضاً, القائد لا يتعلل بالظروف بل يقهرها, ومنها يستمد قوته ويستعيد مجداً ارتسم على خياله وخيال الناس من حوله , وجاءت اللحظة التي يحول ذلك الى واقع, وهكذا كانت تجارب الكثير عبر التاريخ وفي التاريخ الحاضر أيضاً.    

 

يبقى السؤال, هل ستخذله السياسة كما خذلت آخرين من قبله, هل جاء ليؤدي دوراً معيناً في لحظة معنية, ويصادر ما تبقى من صمود, أم اللحظة باتت لا تحمل أكثر, وانتشال المحافظة ولملمتها من مخالب مشروع الخراب, وصل تماسكها مع باقي أجزاء الوطن بات خياراً لا يقبل التاريخ. 

- السياسة لم تخذل شوقي هائل, ولا الظروف الصعبة التي تعلل بها, فقد خذل السياسة وحرص على الخذلان ودفعت تعز ثمن كبير لا يزال أثره حتى اللحظة, سار بعدها والى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه.  

 

يبقى الأهم أن اللعب من المنتصف في لحظات الشدائد خيانة, كل شيء بات على المكشوف, هذا ما يجب أن يعيه المحافظ الجديد. 

 

- عندي قناعة بأن اليمن وهذا تاريخها لا تخرج من الأزمان والشدائد, إلا بقيادات وشخصيات وطنية سياسية واجتماعية تتحلق خلفها الناس, وهذا ما فهمه صالح وعمل به طويلاً في السير بمشاريعه في الخراب والتظليل, وما يدركه الرئيس هادي أيضا في هذه اللحظة وأن كان متأخراً. 

 

- قوة تعز وتماسكها العجيب الذي شغل الجميع خلال الفترة الماضية, جزء كبير منه يعود الى شخصية وكارزمية الشيخ المخلافي, ومن حوله, فقد حافظ على بقائها صامدة وكان يمكن أن تتلاشى فيما لو ابعد, باكراً كما حصل لأخرين في محافظات اخرى ابرزها محافظة عدن. 

- تعز ومأرب كانتا على صمود تام, عزز ذلك في قلوب الناس, يتعزز الصمود أيضاً وهم يرون القيادات شامخين أمام هذا الطاعون الذي يجتاح المدن ويتعاملون معه ببأس لا يلين. 

 

- المعمري أن استطعت أن تفعل شيء ففعل ولا اراك إلا ستفعل, وإذا ضعفت أو ناوشتك ألاعيب السياسة, وتعللت بالظروف, فلتعرف أنها تعز لا ترحم ولا تغفر ولن تركع.