جـَــدّي !

2016/01/22 الساعة 12:08 صباحاً

يتحدث كهاشمي يقترب من أبي لهب ، وينتسب إلى عيال علي بن أبي طالب ، ويقتلك بإسم “إيران” !! ، وإذا اعترضت ، وأردت أن تُـظهر في شعبك قوانين الكرامة وطبيعة النخوة وعِـزة الشموخ يقفز إليك عارياً من هناك ، أحمق يرى مصالحه العدمية في صورة مذهب قد تلاشى ، وما بقي منه شيء إلا في مخيلة أعمى مريض ، يعيش على الصدقات بمنزلة المدرسة الشمسية أو جامع صنعاء الكبير ، ومن غرفته الوحيدة التي يتكوم فيها أولاده عُـراة حُـفاة ، حيث لا يستطيع ممارسة علاقته الطبيعية مع زوجته ، يفتخر أنه “عــبد” !.

 

– تلك مناطق أعالي اليمن التي قضت على أوهام الإمامة قبل أربعة وخمسين عاماً ، تحركت حشود الرجال من بين أحجار دور أقيالها ومشايخها ، خرجوا من منازل الطين ، من سنابل القمح ، وخلف أبيات “الزوامل” الشعرية ، إقتص اليمنيون من آثام ألف عام من الإذلال والعبودية ، وفتن الهاشمية ، ودمار الأسر ، وفناء القُـرى ، ونهب ما فيها من أراضٍ زراعية لحضرة السيد المزور ، ترجموا قصة حُـب يمانية ، رواية عشق لطبيعة الجبل ، والسهل ، لكل كائن يتحرك في تلك الأرض وما وجد سوى الطغاة المستكبرين .

 

– حَكم اليمني أرضه لأول مرة ، وبنى سُـلطته وجيشه ، تخلى عن “العُـكفي” الذي عاد بعد نصف قرن على هيئة جيل ورث الجهل ، واستبدت به القوة ، دمر الهاشميون الحوثيون العملية السياسية ، فما أصابه ألم ، ولا أنتحب لذلك الإنقلاب المخيف على الديمقراطية ، قضى السلاليون على أُلفة مخرجات الحوار ، وأنتسبوا إلى الولاية وأعلنوها أمراً بلا حوار ، كهنوت يتحدث عن حقوق الفرعون الذي يُـصادر وعي أتباعه بإدعاء الألوهية ، ويتجنى على صفات الله بإلزامه أن يكون من أنصاره ، فيما يرد الله ويقول لستَ من عبادي ، أنا لا أحب الظالمين ! ، فيقفز “ثأر الله” من عراق المحبة والندم ، لكأن جل جلاله على خصومة مع شيخ العشيرة الذي ينتظر الثأر من قاتل إبنه !، فيقول الله : أنا لا أحب المعتدين !. ، لقد إعتدوا ، حتى على الله !

 

– صادر الحوثيون حق الحسين بن علي في استنكار أفعالهم ، أخذوا دمه ليطوفوا به علينا ، وكل من جاء بعدهم ، يعيدنا إلى مربع “السقيفة” ، حيث إستقام الأمر للعرب ، لم يفهموا أن تفقه المرء وصلاحه الديني شرط غير مُـلزم في الحاكم ، كثرة الصلوات في الليل ليست دليل قوامة على الناس ، وأمر ينتفع به الرعية ، لقد كان حسن البنا أعلم من جمال عبدالناصر ، ومحمد إسماعيل العمراني أعلم من علي عبدالله صالح ، وبيل غيتس أغنى من أوباما ، وستيف جوبز أكثر عبقرية من عشرة رؤساء أميركيين ، لا يعني أن يُـشترط في الرئيس صفات كهذه !

 

– أنا اتحدث عن مصادرة الحوثيين لحقوقك كيمني ، سلب إرادتك ، وقيادة حرب ليس لك فيها ناقة أو جمل ، شيطنة مأرب ، والبيضاء ، ودونية الحديدة وتعز ! ، كراهية الجنوب بكل جغرافيته اللذيذة ، المحافظة على كرسي أبولهب في “ذمار” ، عداوة السعودية ، ومحبة الإمارات ، كراهية قطر ، وعناق إيران ، الإبتسامة لعُـمان التي تأوي أقارب الرئيس السابق فقط ، ولعن كل ما في السعودية من وئام وإحتضان لثلاثة مليون مغترب يمني ! .

 

نحن شعب لا يستحي ..

الهروب إلى مأرب من بطش ذمار وعمران وجحيم صعدة خيانة ، الفرار إلى أرض لم تطأها قدم الحوثيين الطغاة المجرمين جُـبن ونذالة ، القتل في سبيل الإنقلاب ، ومحاربة الحكومة ومشاهدة الحوثيين في مسلسل النهب والسيطرة على المعسكرات الأمنية والعسكرية وتفجير بيوت الخصوم السياسيين ، والإعتداء على رواتب الموظفين ، وسرقة سيارت الإسعاف أمر ليس سيئاً ! ، تشكيل جيش وطني خارج إطار الولاية السياسية للهاشميين إبتعادٌ عن الوطنية وإنهيار في أحضان الإرتزاق والعمالة ، عزل اليمن عن محيطها العربي ، وتحويل السعودية إلى عدو تاريخي في الذهنية العامة للشعب أمر جيد ، الصراخ بدون الصرخة هذر وهراء ، الكتابة في “فيس بوك” إعتداء آثم على مقدسات أنصار الله ، جرح للسماء وكفر بالله ، مقاومة التتارية الحوثية بغي وظلال ، لا رئيس إلا صالح ، دونه لا رؤساء ، لا يستحق هادي أن يكون رئيساً ، ولا يجوز أن تكون سيد نفسك !

 

– أنا أخجل من هذه التوعية ، في القرن الحادي والعشرين ، لم يعد اليمنيون أو أي كائنات في هذه الأرض بحاجة إلى أن تقول لهم ما هي الحرية ، ماذا يعني أن تحكم نفسك ، بجمهوريتك ، وأن رموز 26 سبتمبر إبتداءً من مارد الثورة الذي أختفى من التحرير في أمانة “أحمد الكحلاني” لم يكن ليختفي ، لو أن سبتمبر كان حاضراً والعقاب كان شاخصاً ، والجريمة مُـعلقة كإنذار !.

 

– معنوية اليمني ، عروبته ، تحويله إلى مقاتل ضد حضارته ، على عرش بلقيس ، وقصور بني حشيش ، ومنازل العلم في ذمار وصعدة ، حضارة العود في إب ، تدمير قتبان وقصور غمدان ، وقلعة القاهرة ، سحق الهوية اليمنية ، وتزوير هوية جديدة ، الإعتداء على الحواضر المدنية ، إختلاق ثورة جديدة بإسم “سبتمبر” ، البحث عن إنتصار ليمني على أخيه ، إقتسام القرى ، إستئساد الصعاليك على القبائل والرجال ، إنهيار القيم ، تدمير الجمهورية ، كل شيء اليوم يتم بيد إبن اليمن البار ، وإذا قلت له : لا تفعل ! ، يجيبك : نحن يمنيون وهذا شأن داخلي !

 

إنه كذلك ، ويجب أن يكون أيضاً لـ”داعش” و “القاعدة” فهم يمنيون لا يختلفون عن غيرهم في ذلك ! ، ما الفرق بين الإرهاب سواءً كان حوثياً أو داعشياً ، ماذا يعني أن يُـرفع شعار ملون أو أسود ، سيادة فكر الخوارج فقط .

 

– لم يجد الحسين بن علي ما يرد به على معاوية الذي كان يدعو علناً لولاية إبنه إلا القول أن أبيه أفضل من أب يزيد ، وجده أفضل من جده ، وأمه أفضل من أمه ، ولم يقل أنه أفضل من يزيد !، وهذا الذي يردده الهاشميون ، لسنا الوحيدون لكن جدنا هو الأفضل . !

.. وإلى لقاء يتجدد