. صلاح السقــلدي
لابد لأجهزة الأمن بعدن أن تنتقل من موقع المدافع الى موقع المبادر والمهاجم لوقف هذا النزيف وهذه الخسائر المؤلمة التي تلحق بكوادر ومواطني البلد, ولإعادة هيبة الأمن الى سابق عهده , إعمالا بقاعدة (خير وسيلة للدفاع الهجوم), بدلاً من ان يظل افرادها على أعصابهم يرقبون الموت بنقاط التفتيش وبوابات المنشئات وعلى عتبات منازل المسئولين المستهدفين بواسطة سيارة مفخخة متنكرة تدس نفسها خِلسة بين مئات الآليات العابرة ,لتحيل البشر إلى أشلاءٌ متناثرة وجثثٌ متفحة, أو بانتحاري شاكّ بخاصرته حزام ناسف يصل فجأة إلى بين صفوف الجُــند ليتحول الى شظايا قاتلة بأجساد الجنود والمواطنين الأبرياء , أو عبر دراجة نارية تروغ بين زحمة السير والسيارات للوصول الى الهدف المقصود وتنفيذ الجريمة. بمعنى أوضح يجب على الأمن و قيادته تحديداً ان ينتقلوا من وضع الطريدة الى وضع الصياد, بدلا من المراوحة بمربع المُدافع النازف. يمكن أن يتأتى هذا من خلال عدة إجراءات منها: -1- تفعيل عناصر الجهاز الاستخباري الجنوبي الموضوعين على رف الإهمال القسري منذ عام الغزو 94م ونشرهم بكل مناطق المدينة لرصد تحركات الجماعات المسلحة الخطيرة وتقسيم المدينة الى مربعات أمنية والاستفادة من عقال الحارات والشخصيات الاجتماعية بالأحياء وإشراك ومنظمات المجتمع المدني وقوى الثورة الجنوبية بكل تكويناتها وعموم المواطنين ليشعر الكل انهم شركاء بالمهمة’ وأن أي نجاح بهذه المهمة نجاحا لهم جميعا, وأي إخفاق إخفاقا للكل. -2- استدعاء القوة البشرية الأمنية الموقوفة الى مراكز الشرط واعادة تأهليها وتسليحها. يترافق هذا مع التسريع بعملية تدريب وترقيم وتسليح المجندين الجدد وتوزيعهم على المرافق الحيوية وتوحيد الزي العسكري وحل معضلاتهم الكبرى( المعاشات الشهرية) ورفع درجة الوعي مثل طريقة توزيعهم بأعداد قليلة بتنقلاتهم وبأماكن تواجدهم تقليلاً للخسائر المتوقعة. -3-طلب مزيدا من الدعم من دول التحالف يشمل الدعم المالي و المادي والاسلحة والعتاد الثقيل والمتوسط, وطائرات هليكوبتر إن أمكن وكلما دعت الضرورة. وطلب الإمداد بأجهزة اتصالات حديثة. -4- تفعيل وسائل الإعلام المختلفة -مقروءة ومرئية ومطبوعة - وضبط إيقاع حركة التصريحات الإعلامية بعيدا عن (الهوشلية) والفوضى التي تعتري هذا الجانب, والذي تتسبب كل يوم بمضار امنيه خطيرة وبالذات بالجانب المعلوماتية والسرية, وتفعيل دور الناطق الأمني . هذا فضلا عن أهمية العمل التوعوي من خلال الاعلانات والندوات والمحاضرات المتنوعة بما فيها اشراك المساجد والمدارس للتعريف بمخاطر التطرف وانتشار السلاح والجريمة والمخدرات . -5- التزود بالكاميرات وأجهزة المراقبة على الأقل بمداخل الشوارع والطرقات الرئيسية وعلى بوابات المنشئات والمواقع المتوقع مهاجمتها. وتزويد نقاط التفتيش ومفارز الحراسات ومخافر الشرط ومداخل عدن الرئيسية بأجهزة كشف بتقنية حديثة على غرار ما هو معمولا به بكثير من مطارات وموانئ العالم وذلك لكشف المواد المتفجرة والأسلحة وأرقام ووثائق الآليات المزورة.! -6-المباردة بشن حملات عسكرية منضمة ومنسقة مع كل الجهات العسكرية والمدنية على المواقع المفترض وجود العناصر المسلحة فيها مثل مدن: المنصورة والشيخ عثمان ودار سعد والجهة الغربية لعدن كالبريقة والشعب وبير أحمد ومدينتَــي التقنية وإنماء, والجهة الشمالية الشرقية كالممدارة والمدينة الخضراء وصولا الى اطرف لحج وعمق منطقة العلم باتجاه محافظة أبين وغيرها من التخوم الشمالية الشرقية والشمالية الغربية لعدن والتفتيش الهناجر والمزارع للكشف اوكار ما يُـعرف بالخلايا النائمة قبل اتخاذ قرار تفتيش المنازل المشتبه بها . مع ضرورة التنسيق وتبادل المعلومات مع أجهزة أمن محافظتَـي لحج وأبين, ودعم مديري أمنهما بما أمكن من معدات وبشر, حيث ان تأمين هاتين المحافظتين يعد تأمينا لظهر عدن الخلفي المكشوف. -7- تكثيف التدقيق في الهويات الشخصية لكل من يدخل عدن ,والتشديد على اجراءات الأمن بالفنادق والتفتيش الدقيق لكل العربات الكبيرة والمتوسطة القادمة من الجهة الشمالية لعدن . -8- مواصلة مصادرة الدراجات النارية ومنع استيراد مزيدا منها ومن قطع غيارها والوقوف بقوة امام عمليات استيراد المعدات العسكرية المشبوه التي تصل تباعا الى ميناء عدن وميناء المنطقة الحرة وهي معدات حسب المعلومات المتوافرة تشمل اقنعة وواقيات رصاص وملابس وحذية عسكرية وغيرها.! -9-تشديد الرقابة الأمنية على منافد عدن مع المحافظات ومنها المدخل الغربي على طريق صلاح الدين طور الباحة, فضلا عن تشديد حراسة البحرية والرقابة على حركة السفن القوارب الصغيرة والمتوسطة. -10- تنظيم حمل السلاح واصدار تراخيص خاصة بمن يمكن حمله ومنع حمله بعموم المدينة. ان لم نبادر الى الخروج من هذه الشرنقة بقرارات واجراءات من هذا القبيل فسنظل نعدد جثث ضحايانا ونسجل كشوفات الجرحى والشهداء, الكشف تلو الكشف الى ان تتخم المقابر, ونتأوه البلوى ونعتلج النحيب الى ان يشيب الغراب. فالمهمة كبيرة بحجم جبل شمان وأكبر قليل, والأمانة اشفقت منها السموات والارض والجبال . وإلا فقصاصة ورق صغيرة كافية لتسجيل استقالتكم أن لم يكن هنالك تجاوباً وتعاطي جديٌّ من الجهات المعنية بالداخل والخارج. ورحم الله أمرئٍ عرف قدر أمنه. (وهذه تحية عسكرية ).