(دولة وقضاء) لا أحكام عرفية

2016/01/22 الساعة 11:40 مساءً

المقاومة هي ضمير امة هبت لإنقاذ وطن وشعب من جبروت وطغيان الجهل والتخلف والطائفة والسلالة التي عمدت على تجريف كل ما أؤسس للتحول منشود وبناء دولة تستوعب الجميع وقوانين ودستور للتعايش والعيش الكريم والحرية والمساواة والعدالة . المقاومة مهمتها في الجبهات وعلى الخطوط الأمامية للعدو وعدو مشروعنا الوطني , كلما تحررت قطعة ارض من نجسه يجب أن ترسى فيها دولة حلمنا الذي نناضل من اجله , لتضع يدها على أمنها ومؤسساتها لخدمتها . عندما تتمرد المقاومة عن ذلك وترفض إرساء سلطة الدولة على الأراضي المحررة أو تعيق ذلك , تعتبر جماعة مليشاوية مارقة خارجه عن الإجماع والهدف الذي قاومنا من اجله , لا تختلف عن الحوثي وعفاش و وجب التصدي لها .  العدل لا يرسى بالأحكام العرفية , ولا يحق لأي جماعة أن تعد محاكم وقضاء خارج إجماع الدولة مهما كانت التسميات محاكم عرفية أو شرعية , هي مهمة الدولة الجامعة وشرعيتها الشعبية وتحت أنظمة وقوانين ودستور هذه الدولة . ما يحدث في بعض مناطق عدن فيما يسمى بالمجلس الشرعي , أن كان يهدف للصلح ذات البين برضا الطرفين فهي خطوة تحترم , لكن أذا أريد له مجلس حكم يصدر ويلغي أحكام هنا الخطاء , من مصلح لقاضي القضاء لا سمح الله قد يزل ويمارس الظلم في حق المواطنين ,وهو الفعل الذي يشتكي منه الكثير اليوم , كما حدث للأسرة التي طردت من مسكنها للشارع ظلما وبهتان , نحن أبناء هذه المدينة عدن المدنية المسالمة كنا تحت طاعة النظام والقانون على مدى سنوات ونحتكم لأنظمة وقوانين وضعية وشرعية , وصدرت أحكام بعضها نفذ والأخر في طور التنفيذ , لا يحق لأي جهة إلغاء هذه الأحكام دون قرار دولة ومؤسسات تشريعية رسمية بذلك وسلطة القضاء , الشعب هو مصدر السلطات هو الذي ينتخب سلطته ويراقبها ويعدل الدستور باستفتاء شعبي , من أين أتاهم الحق في فرض كيانهم بديلا للدولة وسلطتها التشريعية والقانونية , أن كانوا مقاومة فعلى الرحب والسعة ونقدر ونحترم مواقفهم النضالية والكفاحية وشجاعتهم وما سطروه من ملاحم , لكن لا يعطيهم ذلك الحق في فرض كيانهم وقناعاتهم علينا بقوة المقاومة .  نحن لا نريد غير دولة نظام وقانون سائر على رقاب الجميع تنفذه مؤسسات أمنية وأجهزة قبض وعقاب دولة بكيانها ومعالمها وسلطتها , وسجون تخضع لهذه السلطة تراقب من أجهزتها تتحمل مسئولية ما يدور فيها , لا نريد دول صغيرة كنتونات داخل دولة وطنية مهما كان شكلها وجوهرها الذي يتفق عليه الجميع , أهم ما في الأمر أن لا يفرض علينا أي مكون مهما كان كيانه وقناعته بقوة السلاح كان مقاومة أو أي تسمية أخرى . من يريد أن يخدم الوطن والمواطن علية أن يندمج في الدولة ومؤسساتها كلا حسب اختصاصه ليكون خاضعا للنظام والقانون المتبع ومسئولا عن أعماله ومحاسب ومراقب , وتحت سلطة الدولة التي تجمع الكل في حضنها . لم نقاوم الحوثي وصالح بسبب مذهبهم بل بسبب تعنتهم لفرض كيانهم وقناعاتهم علينا بالعنف والسلاح , ويريدون ان يكونوا سادة ونحن عبيد وحكام ونحن رعية وهذا ما نرفضه لأننا أحرار في اختياراتنا وقناعاتنا وتوجهنا ولن نقبل أن نكون عبيد لهم ولا لغيرهم وسنقاوم كل من يفرض علينا ذاته وقناعاته , لن نقبل بغير دولة لا مليشيات .