بقلم صلاح بن لغبر
في اواخر تسعينيات القرن الماضي، كان نظام الاحتلال اليمني قد فتح مايقارب الاربعين حانة وملهى ليليا في انحاء العاصمة الجنوبية عدن، تولاها نافذون شماليون بدعم مباشر من النظام، والاهداف معروفة للجميع، لكن مايهمنا في مقالنا هذا هو الاشارة الى مئات من بائعات الهوى اللواتي استجلبهن نظام الاحتلال من دول عربية وغير عربية ، ووزعهن على تلك الملاهي ليبعن بضاعته.وتلك ايام قد خلت لكن اساليب ذلك النظام ظلت كما هي،فعند الاعداد لحوار صنعاء قبل اعوام كان لابد من وجود شخصيات جنوبية تزين طاولات ذلك الحوار، ولتوقع على التنازل عن الجنوب وعن دماء شهدائه والدوس على تضحياته، ولما لم يجدوا شخصيات معتبرة وذات وزن تم استدعاء اصحاب فكرة استجلاب بائعات الهوى قبل عقد ونصف ليبحثوا عن نوع اخر من البائعين ولكن ليس الهوى واللحم الابيض هذه المرة وانما بيع الدماء الحمراء وابناء الشهداء ومعاناة الجرحى ولشهادة الزور على رؤوس الاشهاد.
ادعت سلطات صنعاء حينها ان اولئك هم قادة الحراك وانهم يمثلون الشعب الجنوبي، قلنا حينها بئس البضاعة المختارة وبئس الشاري والمشري، ودخل اولئك صنعاء واقاموا في غرف الفنادق، يتنقلون من ديوان الى ديوان مع مشائخ الفيد ياكلون على موائدهم العسل والمعصوبة والفحسة ومالذ وطاب، ثم يفترشون مجالسهم العربية الفخمة، ياكلون اجود انواع القات، قبل ان يعودوا الى غرف الفنادق، لكنهم كانوا يعودون كل ليلة وقد فقدوا الكثير من معاني الشرف والرجولة، وتلذذوا بما باعوه مقابل دماء الاف الشهداء وبمعاناة شعب باكمله رضوا بان يرهنوها تحت اقدام اسياد الفحسة والمعصوبة .
حين كان اولئك يتزلفون للرئيس عبدربه منصور هادي ويشعلون المباخر له، كنا نقول انتظروا فانهم سيبيعون كما باعوا اول مرة انا معكم منتظرون، وكانت حجتهم الرئيسية ان الحوار سيتم بوجود رئيس جنوبي ورئيس وزراء جنوبي.
عندما انقلبت قوى صنعاء واحزابها وجيوشها وقبائلها وشعبها على الرئيس هادي وحكومته كان اولئك لازالوا في موفمبيك يبيعون شيئا هو اقرب لما كانت تبيعه من تحدثنا عنهن في بداية المقال، وعندما حوصر هادي الجنوبي ورئيس الوزراء الجنوبي والوزراء الجنوبيون واهينوا بقي اولئك يتفرجون ويتحينون معرفة من ستكون معه السلطة والاموال ليعلنوا ولاءهم له، وفعلا وكما توقعنا فقد اختاروا الانحياز للانقلاب وللحوثي وصالح المخلوع، وظهر كثيرون منهم في القنوات يرقصون السنتهم واوساطهم ويسبون هادي وقد كانوا في نفس الشاشات يعتبرونه المنجي والمخلص، عندما كانت السلطة والاموال بيده، الغريب هو عدم شعور اولئك باي نوع من انواع الحياء، وهم يغيرون اقوالهم وافعالهم وولاءتهم جهارا نهارا ، وهنا عرفنا الفرق بين بيع الهواء والاجساد في غرف مغلقة كما تفعل صاحبات تلك المهنة وبين من يفعلها نهارا جهارا وامام الملأ .
اليوم ظهر علينا عشرات من اولئك في احدى قاعات صنعاء ، وكاني بهم وقد جيئا بهم للرقص وعرض الاجساد على الزبائن في قاعة اخرى روادها هم نفس الرواد.
ظهروا ليقولوا انهم يقفون الى جانب من قتل اهلهم ودمر بلادهم وهاجم مدنهم وقراهم وقتل اطفالهم ونساءهم وشرد عائلاتهم ، بكل وقاحة يسمون المقاومة مرتزقة يالصفاقتكم وعهركم وقباحتكم، ظهروا يلعنون من انقذ شعبهم ووقف معه ، كل ذلك ليس اغرب مما قالوه بعد ذلك وما اعلنوه من كيان سموه جبهة لتحرير ماسموه الجنوب المحتل من قبل الخليج وكاني بهم يعلنون عن تجمع للمثليين والشواذ. وذلك اضحكني واعتقد انه اضحك الجميع، وكاني انظر الى تلك المجموعة يقفون عراة في مزابل النخاسة وهم مخصيون فيتوعدون ويهددون انهم سيقاتلون كل رجل غير شاذ ويعلنون انهم سيصفون الارض من كل شخص غير مثلي مثلهم . ويقبضون على سيوف مصنوعة من احمر الشفاه سيقطعون بها راس كل شريف في الجنوب.
قبل ان يصطفوا في طوابير ليتسلموا اجرة المشاركة في حفلة العهر من يد صبي من اطفال مران بجانبه حراسه الذين يضربونهم بالعصي ليقفوا في الطابور ثم يعودون وقد اشترى كل منهم درعا (ويلا) وليس درع حرب وكيسا من اجود انواع القات وينتظرون في غرف الفنادق الزبون التالي .
وهنا اريد ان اعاتب الرئيس هادي وحكومته الشرعية واقول له ا رايت من اعتبرتهم يوما يمثلون الجنوب وشعبه؟ هل لازالوا يمثلونهم الان ؟ فان كانوا في نظر الحكومة يمثلون شعب الجنوب وفقا لحوار صنعاء فتلك مواقفهم ؟
وكلمة اخيرة للحوثيين واتباع المخلوع اقول : ليس اولئك من يمكن ان يعتمد عليهم ، ووالله انكم لتعلمون انهم سيبيعونكم عند ظهور اول زبون يدفع اكثر .
وان كنتم تريدون التاكد من ذلك فسلحوهم وارسلوهم لينفذوا وعيدهم بقتال الجنوبيين والتحالف، وانظروا مايفعلون وكيف ستستقبلهم عائلاتهم قبل الشعب الجنوبي .
صلاح بن لغبر