ينطوي العام الخامس لثورات الربيع العربي يوم أن قرر الشاب التونسي أبو عزيزي ان يكسر حاجز الخوف والخنوع والاستسلام للشعوب العربية من الاستبداد من الظلم والطغيان من لصوص ثروات الشعوب , ولازالت الثورات تقاوم الأنظمة القديمة بفسادها وظلمها وطغيانها وقذارتها , البعض يرى الثورة شعلة يجب أن تحرق القديم في لحظتها وتنتصر , هي بالنسب له كشف حضور مفروز سياسيا ومناطقيا وطائفيا , إن وجد خصمه في هذا الكشف توجس وماتت في داخله فكرة الثورة أو خونها , لا يعلم إن الثورة ليست كشف حضور ولا توقيع حضور وانصراف ، الثورة هي فكرة والفكرة لا تموت ,تظل تشعل الغضب في نفوس الناس إلى الحد الذي يصبح احتواؤه صعبًا، ولا تنطفئ إلا بعد أن تقوم على أنقاض ما هدمته من فساد دولة لتؤسس دولتها الجديدة، في منتصف طريقها ربما تهدأ، ربما تختفي نارها أسفل الكثير من رماد الأخطاء والعثرات، لكنها مستمرة حتى تحقق ما اشتعلت من أجله بشرط أن تكون صادقا معها حاملا لها كفكرة دون توجس ممن التحقوا بها مهما كانت توجهاتهم الفكرية والسياسية ففكرة الثورة بذرة تنبت من اليأس من الظلم ومن اكتساح الظلام لحياتنا هي بذرة خير ممكن أن تخرج من صلب الشر ومن خاصرة الطغيان ليس بالضرورة أن يبقى الشرير شريرا للأبد , فأجمل ما في الثورة أن تغير النفوس وتنور العقول وتصلح حال البعض . الثورة هي صرخة آلامنا , من كثرت جراحنا , عندما هزمنا سكوتنا.ونرتقي بأفكارنا , ونختار طريقنا.لنسترد حياتنا , ونقوى عزيمتنا.نهزم خوفنا , ونتجرأ على ماضينا, ونترك مماحكتنا , والبحث عن أخطاء بعضنا للبعض , ونصطف لمصالحنا ,مهما كانت قناعاتنا يجب أن لا نخدم أعدائنا ,ولا نجعل مواقفنا فرص يستفاد منها خصمنا الأول ,لنستوعب أن عدونا لن يستسلم بسهولة وانه يستفيد من ثغراتنا , ليوسع الفجوة بيننا , ليخلق صراع يخدمه أكثر مما يخدمنا . نظرية المؤامرة ستقضي عل كل أحلامنا , صراع الأخوان واليسار واليمين والسنة والشيعة والتوجس والحساسية , مرض قاتل انتحار لشعب وأمة , العنوا من يغذيها من يروج لها من يرسخها ,من يتفلسف بها ويزهوا وهو يخدم أعداء الثورة بثوريته , ويتحول لخطيئة ومعضلة تواجهها الثورة . خمسة أعوام ذهبت من عمر الثورة ولازلت في غيلانها تفرز الصالح من الطالح وتنفض عن كاهلها كل المساوئ والماسي والخذلان , هانحن في ذكراها العطرة الخامسة وهي بإذن الله ذكرى النصر , تباشير النصر تلوح في الأفق ويتقهقر الانقلاب وتحالف الشر وعنف ومليشيات الموت ستنتصر تعز كما انتصرت عدن وستنتصر صنعاء كما انتصرت مأرب وصعدة كما انتصر الجوف , وستتوالى الانتصارات ليتحرر اليمن من عنجهية التخلف من نظام الفساد من السوق السوداء من الظلام من الجوع ومن الاستغلال واستثمار أوجاع وأزمات الضعفاء . نستقبل ذكرى الثورة ,أحلام وأماني وطموحات الجماهير , و تباشير النصر تجدها في صراخ المدارس في عقر دارهم وتلفظهم الناس من أرضهم وكأنهم نبته شريرة خبيثة سامه يتخلص منها الوطن ,صنعاء اليوم تستعد لاستقبال رجال الثورة ورموزها والمدافعين عنها ضد ثورتهم المضادة , وستكون ذكرى خالدة في وجدان الجماهير بالخير والسلام والبناء والأعمار , و طمس الماضي وماسية وآلامه , هذه الحرب هي حربنا الأخيرة لأنها فرزتهما عنا بتحالفهم جعلت كتلتهم القذرة معا وبهزيمتهم سيهزم شرهم وطغيانهم وشيطانهم وسينتصر الخير والمشروع الوطني والدولة المدنية المنشودة , نترحم على الشهداء الأبرار وندعو بالشفاء والعافية للجرحى , وما أجمل ان ترى نصرا يلوح في الأفق كنت احد صانعيه , وقدمت جزء من جسدك فداء لوطنك الغالي , والخزي والعار للانقلابيين ومن ساندهم , وثورة ثورة حتى النصر .